هل يزحزح مبارك شارون عن موقفه؟

يجري من وراء الكواليس وتحت مكبس الضغط الامريكي الاعداد لعقد لقاء قمة بين الرئيس المصري، حسني مبارك، ورئيس الحكومة الاسرائيلية، ارئيل شارون، وذلك بعد اعادة انتخاب مبارك لولاية رئاسية خامسة، التي ستجري في التاسع من شهر ايلول القادم، وقبل انعقاد مؤتمر القمة العربية الذي لم يحدد بعد موعد انعقاده. وينشد التحالف الاستراتيجي الاسرائيلي- الامريكي من وراء لقاء مبارك- شارون استغلال واستثمار اعادة الانتشار في غزة وتحسّن العلاقات المصرية- الاسرائيلية كرافعة جديدة لدفع عجلة تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية بين اسرائيل وعدد من الانظمة العربية المدجنة امريكيا. وقد نوهت الى ذلك وزيرة الخارجية الامريكية، كوندوليسا رايس، في اثناء زيارتها الى المنطقة في الشهر الماضي، حيث اقترحت قمة عربية- اسرائيلية تشارك فيها انظمة عربية "معتدلة" واسرائيل تحت المظلة الامريكية وبهدف تطبيع العلاقات السياسية الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية الاسرائيلية- العربية! كما ان الادارة الامريكية تعوّل على الاستفادة من تطبيع العلاقات الاسرائيلية- العربية لمواجهة ازمتها الخانقة في اوحال المستنقع العراقي.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تهرول الانظمة العربية المدجنة امريكيا الى تطبيع العلاقات مع اسرائيل وفي وقت لا يزال الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني جاثما على صدر الضفة الغربية الفلسطينية وهضبة الجولان السورية المحتلة ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة؟ هل يخدم مثل هذا التطبيع الكفاح العادل، الفلسطيني والعربي من اجل التحرر من قيود الاحتلال وانجاز الحق الوطني الفلسطيني بالاستقلال الوطني، بالدولة والقدس والعودة؟ هل ينجح الرئيس المصري، حسني مبارك، قبل لقائه بشارون بزحزحة جنرال المجازر والاستيطان عن موقفه الاستراتيجي والتخلي عن لاءاته الثلاث- لا للانسحاب من القدس الشرقية ولا للانسحاب من الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية ولا لحق العودة للاجئين الفلسطينيين!
في قمة القاهرة في آذار الستة والتسعين من القرن الماضي ربط العرب خطى التطبيع بخطى تقدم اسرائيل جديا في العملية السياسية. واي تطبيع للعلاقات العربية مع اسرائيل قبل استئناف المفاوضات الاسرائيلية- الفلسطينية والتزام حكومة شارون- بيرس بتجسيد خطة خارطة الطريق والانطلاق في طريق الحل الدائم لانهاء الاحتلال الاستيطاني من جميع المناطق المحتلة في السبعة والستين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، أي تطبيع قبل تجسيد هذه الشروط يعتبر خنجرا ساما موجها الى ظهر وقلب الكفاح الوطني الفلسطيني من اجل التحرر والاستقلال الوطني.
الأثنين 22/8/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع