منيرة داود (مرقس) ام حسيب (79 عاما) من كفر ياسيف:
إميل حبيبي وآخرون كانوا يضعون الجرائد تحت سرج الحمار ليوزعوا ''الاتحاد'' سرا!

كفر ياسيف - لمراسلنا رفيق بكري - منيرة داود (مرقس) ام حسيب (79 عاما) من كفر ياسيف لا تزال تحتفظ بالعدد الاول من جريدة "الاتحاد" منذ عام 1944 .
ام حسيب هي قارئة مداومة لجريدة "الاتحاد" منذ ذلك الحين وحتى ايامنا هذه، وخاصة بعد وفاة زوجها ابو حسيب اصبحت "الاتحاد" رفيقتها وكل شيء في حياتها، تنتظرها صباح كل يوم على مدخل البيت وعندما يتأخر الموزع في ايصالها تبدأ بالتململ والاتصالات ومناداة ابنائها، تسأل عن سبب تأخر الجريدة.
مراسل "الاتحاد" زارها في بيتها الرحب الذي تعيش فيه لوحدها بعد وفاة زوجها واتمام واجبها كأم تجاه ابنائها وعلى الطاولة امامها ترى كمية من اعداد الاتحاد اقدمها العدد منذ تشرين الاول عام 2004.

*"الاتحاد" ماذا تفعلين عندما تتأخر الاتحاد او قد لا تصلك؟
- أم حسيب... لقد حدث ذلك عندما توقف موزع "الاتحاد" عن ايصالها لي لفترة وجيزة، وجاءني ابنائي بصحف عربية اخرى (ببلاش) فدمعت عيناي وبكيت وقلت لهم.. لا استطيع قراءة هذه الصحف، ولا اريد أي صحيفة سوى "الاتحاد"... انظر الى الطاولة ترى فقط "الاتحاد" انا دمي احمر احمر.

*"الاتحاد" كيف حصلت على العدد الاول من "الاتحاد"؟
- أم حسيب ... كان عمري 14 سنة زمن الانكليز وحصلت على شهادة امتياز في المدرسة فأصر ابن عمتي حنا دلة (ابو خالد) ان اسافر لاكمال دراستي في حيفا، وبعد ان وافق والدي وصلت الى حيفا وسكنت عندهم.
وتتابع أم حسيب وفي بيت ابو خالد التقيت مع اميل حبيبي ويوسف كرم وتركي سعيد الذين كانوا يوزعون "الاتحاد" سرا، وكانوا يضعون الاتحاد تحت سرج الحمار ويتجولون في شوارع حيفا لتوزيعها. فطلبت منهم الاتحاد ولا زلت احتفظ بالعدد الاول حتى يومنا هذا، وضعتها في (كيس نايلون) داخل جارور الخزانة واراها كل يوم عندما افتح الجارور.

*"الاتحاد" ما هو سر تمسكك "بالاتحاد"؟
- أم حسيب... اسمع تقلك.. بعرفش اشتغل ولا شغلة في البيت قبل ما اتصبح بالجريدة... والامر الآخر عندما كان العلم في السابق يقتصر على الاغنياء كانت "الاتحاد" هي المدرسة التي تعطينا الثقافة السياسية والاجتماعية  والمعرفة في كل شيء.

*"الاتحاد" ماذا تتمنين "للاتحاد"؟
- أم حسيب... اتمنى "للاتحاد" ان يزداد عدد مشتركيها، وآمل ان تتخطى كل الصعاب، وادعو لها بالتقدم والنجاح لتبقى رمزا وذخرا لقرائها والقضية التي وجدت من اجلها، اريد "للاتحاد" وحزب "الاتحاد" دوام التقدم والازدهار. وبمناسبة بلوغها الستين ونيف أقول كل عام و"الاتحاد" وشعب الاتحاد بالف خير.

الأربعاء 17/8/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع