هذا هو مصير الغزاة المحتلين

أجهزة ووسائل اعلام السلطة المقروءة والمرئية والمسموعة بارعة في التضليل الديماغوغي وفي عملية غسل دماغ الرأي العام الاسرائيلي وشحنه بالاباطيل المشوّهة والكاذبة، اعلام مجند في خدمة الاهداف الاستراتيجية لسياسة الاحتلال الاستيطاني الشارونية- البيرسية. فمنذ بزوغ فجر صباح امس الاثنين وطيلة ساعات النهار والليل تنقل وسائل الاعلام الاسرائيلي المختلفة اخبارا انتقائية عن احداث ما يجري في المستوطنات الكولونيالية في قطاع غزة في اليوم الاول من بدء عملية فك الارتباط مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. وما يركز عليه اعلام السلطة المجند في خدمة سياسة السلطة هو تصوير حالة الغزاة المستوطنين وكأنها قضية انسانية من الدرجة الاولى، نساء تذرف دموع التماسيح ورجال واطفال يبكون لان الحكومة وقواتها ستعمل على اخلائهم من "بيوتهم" ومن دفيئاتهم ومزارعهم ومصالحهم التي نعموا في ظلالها وتنعموا بخيراتها!! انها صفاقة ووقاحة المستعمرين المستوطنين البيض. وكأن احد اجدادهم كان مقبورا في هذه الاراضي الفلسطينية المغتصبة والمحتلة ظلما وعدوانا. فهذا هو مصير جميع الغزاة المستوطنين المحتلين. فوجودهم في هذه المستوطنات خلال اكثر من ثلاثة عقود كان غير شرعي ويناقض القانون الدولي ووثيقة جنيف الرابعة ويتحمل المحتل الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الغزو الاستيطاني العدواني على اراضي الغير. فالمستوطنون تحت ظلال دفيئة الاحتلال اجرموا بحق الشعب الفلسطيني، بحق البشر والشجر والحجر في المناطق المحتلة. ولو كانت هنالك عدالة في هذا العالم المدجّن امريكيا والمهتوك لجرى تقديم المحتل وقطعان المستوطنين الى ايدي العدالة كمجرمي حرب، لا "كضحايا" يلهفون التعويضات المادية الدسمة. فمن يحتاج الى التعويض بعد التخلص من دنس المحتلين المستوطنين هو الشعب الفلسطيني الذي نهب الغزاة الدخلاء من المستوطنين خيراته وثرواته الطبيعية خلال عشرات السنين. وحكومة شارون- بيرس التي تنفذ خطة فك الارتباط لا تقوم بعمل انساني يخدم قضية التقدم نحو السلام العادل، بل تعمل على استثمار هذه الخطة المغسولة بدموع تماسيح المستوطنين لعرقلة ومنع انجاز السلام العادل الذي يخلّص الشعب الفلسطيني من قيود الاحتلال ودنسه الاستيطاني في الضفة الغربية وينصفه حقه بالدولة المستقلة على كامل وطنه المحتل منذ السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق لاجئيه بالعودة حسب قرارات الشرعية الدولية.
ان قضية المستوطنين باخلائهم ليست ابدا قضية انسانية بل هي قضية سياسية من الدرجة الاولى مدلولها الاساسي والسياسي ارجاع الحق لاصحابه الشرعيين، وصيانة هذا الحق من دنس الغزاة المحتلين. وما نأمله ان يكون قلع المستوطنات وتقليع المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية الفلسطينية سابقة مباركة للتخلص من جميع الدرن الاستيطاني ومن الاحتلال في جميع المناطق الفلسطينية المحتلة. وتجسيد هذا الامل المنشود يستدعي تصعيد الكفاح السياسي الجماهيري، اليهودي- العربي، وباوسع وحدة صف كفاحية.
الثلاثاء 16/8/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع