لترحل سياسة حكومته معه

قوبل نبأ استقالة وزير المالية، بنيامين نتنياهو، بالارتياح والترجيب من قبل اوساط متعددة، سياسية واجتماعية، داخل اسرائيل. فعلى رأس من قابل الاستقالة بالارتياح هم ضحايا سياسته الاقتصادية- الاجتماعية التي لم تنتج خلال ادارته لوزارة المالية سوى المزيد من فيالق الفقراء سنويا وتركيز غالبية الدخل الوطني في ايدي قلة قليلة من الاغنياء ارباب البورصة والمجمعات البنكية والشركات الاحتكارية الكبيرة. فبسياسته النيولبرالية، التي احتضنتها ومارستها حكومة شارون- بيرس، وبتنسيق كامل مع الادارة الامريكية، مع كوندوليسارايز ووزارة المالية الامريكية، عمق نتنياهو حدّة التقاطب الاجتماعي في اسرائيل بشكل لم يكن له مثيل سابقا. ولعلها من المفارقات انه في اليوم الذي اعلن فيه بنيامين نتنياهو عن استقالته من وزارة المالية ومن حكومة الكوارث الشارونية- البيرسية، في نفس اليوم ( الاحد امس الاول ) الذي نشرت فيه مؤسسة التأمين الوطني تقريرها السنوي عن حالة الفقر في اسرائيل والتي تكشف معطياته ان عدد الفقراء في العام الفين واربعة وصل الى مليون ونصف المليون انسان في اسرائيل يعيش تحت خط الفقر. فخلال سنتين من ممارسة نتنياهو وحكومته للخطة الاقتصادية الجديدة النيولبرالية، سنة الفين وثلاثة وسنة الفين واربعة، زاد عدد سكان تحت خط الفقر في اسرائيل بأكثر من مائة وثمانين الف فقير جديد، خاصة بعد ان اشهرت هذه الخطة الاسلحة المشحوذة للقطع من لحم الفقراء  والقضاء تدريجيا على دولة الرفاه الاجتماعي- تقليص مخصصات التأمين الوطني وميزانيات الخدمات الاجتماعية والرفاه الاجتماعي من صحة وتعليم ومواصلات عامة وغيرها. ولهذا فانه لا يكفي رحيل نتنياهو عن كرسي وزارة المالية بل يستدعي الامر رحيل السياسة الكارثية السلطوية المنتهجة التي لا تولد سوى جرائم العدوان والفقر والدرن السرطاني الفاشي. فبعد استقالة نتنياهو فإن مهمة جميع قوى السلام والمساواة والتقدم الاجتماعي، اليهودية والعربية تصعيد كفاحها المشترك وباوسع وحدة صف نضالية للتخلص من سياسة الاحتلال الاستيطاني المأساوية، ومن سياسة الافقار والتميز الطبقي والقومي واربابها، ولدفع العجلة نحو السلام العادل والمساواة والعدالة الاجتماعية.
الثلاثاء 9/8/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع