لتصعيد الكفاح لإلغاء ودفن خطة فيسكونسن

جرى امس الاول، الفاتح من شهر آب، تفعيل خطة فيسكونسن الكارثية، التي تقوم بها الشركة الهولندية "اجام مهليف" في اربعة مراكز في البلاد وهي الناصرة والناصرة العليا واشدود والقدس ومنطقة الخضيرة التي تشمل في اطارها ايضا قرى عارة وعرعرة وكفر قرع وباقة الغربية.
ومنذ الاعلان عن خطة فيسكونسن عارضناها ورأينا من الاهمية بمكان التصدي لها كفاحيا بالتجنيد جماهيريا وسياسيا لالغائها ودفنها. فهذه الخطة من حيث مضمونها ومدلولها السياسي والاجتماعي جزء لا يتجزأ من المنهج النيولبرالي الذي ينتهجه وزير المالية بنيامين نتنياهو وحكومة شارون- بيرس وتندرج في اطار سياسة الحكومة للقضاء على ما يسمى "دولة الرفاه الاجتماعي". وهذه الخطة مستوردة من مستنقع النيولبرالية التي يمارسها الحليف الاستراتيجي الامريكي. وقد مورست خطة فيسكونسن في الولايات المتحدة الامريكية خلال السنوات الماضية ولاقت الفشل الذريع.
فواضعو هذه الخطة من نتنياهو وطالع ونازل، يدّعون بأن هذه الخطة وسيلة ناجعة لتقليص البطالة واعادة قسم من العاطلين عن العمل الى اماكن العمل والنشاط الاقتصادي مما يؤدي الى زيادة وتيرة النمو الاقتصادي!! فوزير المالية نتنياهو ادعى ويدعي مرارا وبشكل تضليلي ان العاطلين عن العمل يتهربون من العمل، لا يريدون العمل، مادام يدفع لهم التأمين الوطني مخصصات البطالة وضمان الدخل! ولهذا، ووفق خطة فيسكونسن، يتوجه العاطلون عن العمل، وكل من يتسلم مخصصات بطالة او ضمان دخل، حتى لو تجاوز عمره الخمسين والستين سنة، الى احد المراكز الاربعة، حسب مكان سكنه، للتسجيل طلبا للعمل، ويجري توجيهه الى أي عمل حتى لو كان لا يلائمه، او الانتظار ومواصلة التسجيل حتى يتوافر له مكان عمل!! والنتيجة الحتمية لهذا النهج ان من يمل الانتظار ولا يسجل يحرم من العمل ومن مخصصات ضمان الدخل، والحاصل ان ما يخصص لهذه الخطة من ميزانية تمويلية يذهب ارباحا صافية للشركة، كما ان الدولة، الحكومة تنفض يدها من مسؤولية دفع مخصصات ضمان الدخل و "توفر" الاموال التي تقتطعها من سياستها لنسف دولة الرفاه الاجتماعي. فهذه خطة ليست ابدا لمحاربة البطالة بل لمحاربة العاطلين عن العمل ومتسلمي مخصصات التأمين الوطني.
وفي هذا السياق كل التقدير للدور الكفاحي الريادي لفرع الحزب الشيوعي في الناصرة، للشيوعيين في منطقة الناصرة الذين انطلقوا في مواجهة هذه الخطة ومن منطلق الدفاع عن حقوق العاملين والعاطلين عن العمل وعن متسلمي مخصصات التأمين الوطني. فانطلاقتهم الجماهيرية الكفاحية تُوّجت باقامة وتشكيل اللجنة الشعبية ضد خطة فيسكونسن سوية مع التجمع ومنظمة "صوت العامل". هذه اللجنة الشعبية التي نظمت المظاهرات الجماهيرية لالغاء خطة فيسكونسن وتنشط لتنظيم اوسع الجماهير في المعركة النضالية العادلة لدفن خطة الافقار الجديدة. فالمعركة ضد خطة فيسكونسن ومن اجل الغائها جزء لا يتجزأ من المعركة السياسية والجماهيرية ضد سياسة الافقار والعدوان الحكومية، ضد سياسة افقار الفقراء واغناء الاغنياء والاحتلال والاستيطان والعدوان التي تنتهجها حكومة شارون- نتنياهو- بيرس الكارثية.
الأربعاء 3/8/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع