شنشنة احتلالية منهجية وسافرة

مع اقتراب موعد تنفيذ المرحلة الاولى من خطة الفصل الشارونية مع قطاع غزة لا يكتفي المحتل الاسرائيلي بتصعيد هجمته الاستيطانية المسعورة في القدس العربية المحتلة وباقي مناطق الضفة الغربية، بل يعمل كذلك على زرع بذور الفتنة في الصف الفلسطيني وبين قادته بهدف تأجيج صراع فلسطيني- فلسطيني يصرف الانظار الفلسطينية ويشغلها عن المخطط الكارثي الذي تعده حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية- البيرسية بعد عملية اعادة الانتشار الاحتلالي في غزة. فآخر ما حرر من بضاعة فاسدة تعمل حكومة الاحتلال على تسويقها هو ما نقلته صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس الاثنين، الاول من شهر آب، عن "ملف سري" لمحادثات وزير الخارجية الاسرائيلي، سلفان شالوم مع نظيره البريطاني جاك سترو. فقد جاء ان شالوم ادعى امام سترو "ان محمد دحلان (وزير الشؤون المحلية في السلطة الوطنية الفلسطينية) لا يقدم المساعدة الى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ابو مازن والى وزير الداخلية المسؤول عن الاجهزة الامنية نصر يوسف لانه يتطلع ليحل مكان ابو مازن في القيادة. ولهذا السبب فإنه غير معني في مواجهة ومجابهة حماس"!! انها شنشنة احتلالية سافرة يا شالوم لا تستهدف سوى زرع بذور الفرقة والتشكيك والفتنة داخل صفوف القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. شنشنة مدلولها السياسي الاساسي ترديد الاسطوانة التضليلية الاسرائيلية المهترئة امام سترو ومن خلاله الى الرأي العام العالمي، التي تضرب على وتر ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ضعيف" وبنية سلطته مخلخلة القوائم، وانه لا يستطيع مجابهة "حماس" ومواجهة الارهاب الفلسطيني!! وكل هذه الشنشنة السافرة والادعاءات الكاذبة جاءت لخدمة التبريرات الكاذبة بأنه لا يوجد ند وشريك فلسطيني مؤهل للتفاوض معه بعد اتمام خطة اعادة الانتشار في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، وان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ليس بذي شأن، نفس التوجه الديماغوغي للمحتل الذي تعامل به وبموجبه مع الرئيس الفلسطيني خالد الذكر ياسر عرفات للتغطية على مواصلة جرائمه الاحتلالية وخلق وقائع استيطانية جديدة بهدف مصادرة الحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية، التي في مركزها ثوابت حقه بالحرية والدولة والقدس والعودة.
املنا ان يكون رد الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية ومختلف قواه الوطنية وفصائل المقاومة الفلسطينية، وفي هذا الظرف المصيري جدا، تعزيز الوحدة الوطنية الكفاحية المتمثلة بوحدة الموقف والمتمسك بثوابت الحقوق الوطنية والملتزم بالقرار الفلسطيني الواحد وبالموقف الواحد.
الثلاثاء 2/8/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع