هذا تسويف وديماغوغية يا ارئيل شارون

عشية سفره الى فرنسا لمقابلة المسؤولين فيها اجرت صحيفة "ليموند" الفرنسية واسعة الانتشار مقابلة صحفية مع رئيس الحكومة، ارئيل شارون. وقد حاول شارون في هذه المقابلة، وبشكل ديماغوغي واعتمادا على التسويف وقلب الحقائق، تقمص شخصية رجل السلام وضحية "الارهاب الفلسطيني" والكراهية العربية. ففي تقييمه لخطة الفصل مع قطاع غزة يقول بانها مرحلة "تمهيدية" وليست جزءا عضويا من خطة "خارطة الطريق" واستئناف العملية السياسية، انها بمثابة جس نبض للطرف الفلسطيني، اما البدء بتطبيق خطة خارطة الطريق فان شارون يطرح شروطا على الفلسطينيين لا تعتبر من حيث المدلول السياسي سوى التهرب وعدم الالتزام من تطبيق خارطة الطريق. يقول شارون "لتطبيق هذه الخطة تطبيقا تاما يجب وقف الارهاب كليا ومصادرة الاسلحة وتفكيك المنظمات الارهابية"!! وشارون يدرك جيدا ان ما يقوله تسويف وتضليل، فهو يعلم حق العلم ان السلطة الوطنية الفلسطينية تعمل جادة لتوحيد قوى الامن الفلسطينية في ثلاث، وفي اطار سلطة واحدة وسلاح واحد. كما يعلم شارون حق العلم بالحوار الفلسطيني الجاري لدخول "حماس" و "الجهاد الاسلامي" في اطار المؤسسات الفلسطينية، في منظمة التحرير الفلسطينية والمشاركة في الانتخابات لدخول المجلس التشريعي الفلسطيني والمجلس الوطني الفلسطيني.
كما يدرك شارون حق الادراك ان "حماس" ليست ميلشيا مسلحة بل حركة مقاومة فلسطينية تمثل شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني. ما يدركه شارون شيء وما يريده ويهدف اليه شيء آخر، انه يريد زج الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في حرب اهلية دموية، في حرب بين السلطة وحماس لتسهيل تمرير برنامجه الاستراتيجي بتصفية الحق الفلسطيني المشروع بالدولة والقدس والعودة. وشارون الاحتلال يواصل عمليا تجسيد هذا البرنامج الذي يتناقض مع نصوص وجوهر خارطة الطريق، وذلك من خلال تسريع عملية الاستيطان لتهويد مدينة القدس العربية الشرقية المحتلة ومواصلة بناء جدار الضم والفصل العنصري.
وفي هذه المقابلة يلجأ شارون الى التسويف والتضليل من خلال ترديد ما تروّجه دوائر الارهاب والعدوان الامريكية وخدامها وكأن العرب والمسلمين جميعا محقونون بسموم الكراهية والارهاب ومعاداة الحضارة الانسانية. يدعي شارون "ان العقبة الرئيسية هي ان العالم العربي وليس الفلسطينيين فقط، لم يعترفوا بعد بحق اليهود في دولة مستقلة على اراضيهم. اننا نواجه اسوأ اشكال الكراهية، لهذا السبب افضل عملية على مراحل"!! ايوجد تضليل وكذب اكثر من هذا، كيف لا يعترف العالم العربي باسرائيل، وماذا يعني وجود سفارات مصر والاردن وموريتانيا في تل ابيب وهرولة التطبيع الخليجية مع اسرائيل! ومبادرة قمة بيروت العربية الم تعترف باسرائيل، واتفاقات اوسلو مع الفلسطينيين الم تعترف باسرائيل. المشكلة يا فنان الديماغوغية ان اسرائيل لا تعترف بالحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية والعربية وتحتل المناطق الفلسطينية والهضبة السورية ومزارع شبعا اللبنانية. فحبل الكذب قصير يا شارون.
الخميس 28/7/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع