ألاصولية الصهيونية في ساحة الاجرام

لا نبالغ ابدا في تحذيرنا من مغبة المخاطر الجدية التي ينطوي عليها تصعيد هستيريا التحريض والعواء الذئبي الذي ينطلق من اوكار قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية ويرافق مسار التطور والصراع حول خطة الفصل الشارونية مع قطاع غزة. هستيريا تحريضية تنطلق من جوف مشعلي نيرانها رائحة الدم والجريمة. مناخ موبوء بجراثيم الجريمة يعيد الى الذاكرة اوضاعا جنونية شبيهة واحداثا شبيهة جرت قبل عشر سنوات وكانت نتيجتها وفي مركزها اغتيال رئيس الحكومة في حينه، يتسحاق رابين.
فأمس الثلاثاء كُشف النقاب عن مظهر من مظاهر هستيريا التحريض الدموي التي تمارسها الاصولية الصهيونية المتطرفة وقطعانها من ايتام ارض اسرائيل. كُشف النقاب عن انه صباح يوم الجمعة الماضي قام عشرون من اوباش اليمين المتطرف، وبمباركة ودعم من "الربانيم" عبيد شياطين استيطان ارض اسرائيل الكبرى، بالتوجه الى المقبرة القديمة في "روش بينا" حيث اقاموا مراسيم "لعنة بولسا دانورا" الدينية التي مضمونها ومدلولها ان يقصف ملاك الرب عزرائيل عمر رئيس الحكومة، ارئيل شارون. وعلى حد تعبير الراب اليميني المتطرف الذي شارك في مراسيم هذه اللعنة على شارون، الراب يوسيف ديان "نحن  نتواجد في هذا المكان، الذي نطلق منه صلاتنا التي في مركزها رسالتنا المسموح لنا ببثها وهي الطلب من العلي القدير ان يرسل ملاك الموت، (عزرائيل) للمس بارئيل ابن دبورا وشانيرمان ، المدعو ارئيل شارون"! وبرأي دراويش الاصولية الصهيونية المتطرفة والمتزمتة دينيا ان هذه اللعنة يسرى مفعولها بقصف اجل شارون خلال ثلاثين يوما!!
امثال هؤلاء من مهاويس الفاشية والتطرف والجريمة عقدوا قبل عشر سنوات مراسيم لعنة "بولسا دانورا" شبيهة تدعو "رب السماوات" الى ارسال ملك الموت لقصف اجل رئيس الحكومة يتسحاق رابين. ونحن نورد هذه الحقائق عن نهج غلاة التطرف ومسلكهم الاجرامي بهدف التحذير من مغبة الفاشية الزاحفة هرولةً في اسرائيل والتي تهدد انيابها الصفراء بالافتراس والقضاء، على مختلف مظاهر الحياة الدمقراطية القائمة والمعمول بها في اسرائيل. فإذا كان اوباش اليمين المتطرف هؤلاء الذين نشأوا في مستنقع الاحتلال الاستيطاني وتربوا في كنف جنرال المجازر والاستيطان، ارئيل شارون وتحت مظلة جرائمه في المناطق المحتلة، ويتمردون اليوم على صانعهم، فتصوروا ماذا سيكون مسلكهم وتصرفهم مع القوى الدمقراطية ومع الجماهير العربية ومع كل من يقف في طريق هيجان الثور الفاشي. ولهذا فإننا نحذر وبكل جدية من مخاطر الفاشية ونناشد جميع انصار الدمقراطية الى رص وحدة الصف الكفاحية في المعركة لصد الفاشية ورفع شعار "الفاشية لن تمر" الكفاحي اكثر من أي وقت مضى.
الأربعاء 27/7/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع