مجزرة ضد الانسانية يرتكبها ارهابيون انذال

قامت عصابة ارهابية همجية امس الاول، الجمعة بارتكاب مجزرة دموية رهيبة في منتجع شرم الشيخ المصري، فمن خلال تفجير سيارات مفخخة في اماكن مكتظة، في الفنادق والخليج والسوق الشعبية في الشرم، ارتكبت جريمة وحشية بحق الانسانية، فقد سقط اكثر من ثمانين قتيلا ومئات الجرحى من الناس الابرياء، من المصطافين المصريين والبريطانيين ومن دول الخليج ومن العاملين المصريين ورجال الامن المصريين الذين يعملون في المنتجع وفنادقه لتوفير وسائل الراحة والامن للمصطافين.
وبرأينا ان من نفذ هذه المجزرة الرهيبة ومن يقف وراء المجرمين هم قتلة ارهابيون لا ينتمون ابدا الى الجنس البشري ولا تخدم جريمتهم النكراء المدانة هذه اية قضية وطنية للشعوب التي تناضل ضد المحتلين ومن اجل انجاز حقوقها الوطنية بالحرية والاستقلال الوطني، لا تخدم كفاح الشعبين الفلسطيني والعراقي العادل من اجل التحرر الوطني، ولا يمكن اعتبارهم فصائل مقاومة ضد جرائم انظمة عولمة الارهاب والعدوان والهيمنة الامبريالية الامريكية والاسرائيلية. انهم بجرائمهم الارهابية، كما حصل في شرم الشيخ، يؤدون خدمة كبيرة لقوى انظمة الارهاب الامريكية والاسرائيلية ولمخططاتهم الاستراتيجية العدوانية للهيمنة في منطقة الشرق الاوسط.
فالمجزرة التي ارتكبها الانذال من الارهابيين في منتجع شرم الشيخ يتعدى ضررها الجسيم توجيه ضربة موجعة قوية للسياحة المصرية، التي لا يستفيد من ورائها سوى السياحة الاسرائيلية. فقد جاء توقيتها في ظروف لا تخدم نتائجها سوى المخطط الاستراتيجي لتحالف الشر الاسرائيلي – الامريكي المعادي لحقوق الشعب العربي الفلسطيني الشرعية الوطنية ولمصالح شعوب المنطقة الوطنية الحقيقية. جاء توقيت ارتكاب المجزرة الارهابية الهمجية في نفس الموعد الذي تنسج من خلاله وزيرة الخارجية الامريكية، كوندوليزا رايس، حبال التآمر مع حليفها الاستراتيجي العدواني – حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية – البيرسية ضد الحقوق الوطنية الفلسطينية وضد حزب الله اللبناني وضد سوريا ولبنان وبهدف تدجين المنطقة وشعوبها وانظمتها في حظيرة الولاء في بيت الطاعة الامريكي وخدمة مصالحه الاستراتيجية ومصالح احتكاراته عابرة القارات. وجاءت المجزرة الارهابية لصرف الانظار عن ما ينسج من مؤامرات وتنسيقات امريكية – اسرائيلية وللتغطية عمليا عليها (اقرأ في مكان آخر عن المجزرة في شرم الشيخ ومدلولاتها السياسية – أ).
لقد ارتكب المجرمون المذبحة الدموية الهمجية في شرم الشيخ في وقت عبرت فيها السلطة الوطنية الفلسطينية امام رايس ولوسائل الاعلام عن قلقها ومخاوفها من تحويل قطاع غزة بعد تنفيذ خطة الفصل الى جيتو مغلق، الى معسكر اعتقال جماعي، خاصة وانه لا يجري التنسيق الاسرائيلي معها حول قضية المعابر البرية والبحرية والجوية (قضية المطار في غزة) التي تربط القطاع مع الضفة والعالم الخارجي وتهيمن عليها قوات الاحتلال الاسرائيلي. كما يبدي الطرف الفلسطيني تخوفه وقلقه من ماذا سيكون بعد تنفيذ خطة الفصل الشارونية احادية الجانب، خاصة وان شارون يعود ويؤكد ضم كتل الاستيطان القائمة في الضفة الغربية الى اسرائيل ولا يربط او يحدد جدول زمني لربط خطة الفصل مع خطة خارطة الطريق. وجاءت المجزرة الارهابية للتغطية وصرف الانظار عن قضية الصراع الاساسية، ولهذا فالعملية الارهابية "هدية" للارهابيين الاساسيين".

الأحد 24/7/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع