ثورة لا يمكن ابدا ان تُنتسى

نود في البداية ان نبرق بتحياتنا التضامنية والاخوية الحارة الى الشعب المصري الشقيق بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والخمسين لثورة 23، يوليو/تموز المجيدة التي فجرتها حركة الضباط المصريين الاحرار بقيادة احد ابرز قادة حركة التحرر القومي والوطني، خالد الذكر جمال عبد الناصر، هذه المناسبة التي تصادف غدا السبت.
فهذه الثورة اكتسبت من حيث مدلولها السياسي اهمية عالمية تخطت الحدود الوطنية المصرية والعربية. فقد كانت منعطفا في المسيرة الكفاحية التحررية لحركة التحرر القومي العربية والافريقية والآسيوية والامريكية الجنوبية. كانت اولا وقبل كل شيء ثورة لخدمة المصالح الحقيقية لتطور الشعب المصري حضاريا، ثورة في خدمة مصالح الفئات والطبقات الاجتماعية المسحوقة، ، في خدمة مصالح العمال والفلاحين وصغار المهنيين والبرجوازية الوطنية المصرية. كانت ثورة اطاحت بالنظام الملكي المتعفن وبقاعدته من الاقطاع والاقطاع المتبرجز وبعلاقات العمالة للاستعمار الاجنبي. فالاصلاحات الاقتصادية- الاجتماعية عميقة الجذور، توزيع الارض على الفلاحين وبناء القاعدة الصناعية العصرية وتشييد السد العالي بمساعدة الاتحاد السوفييتي قد دفعت مصر عشرات السنين الى امام في مجال التطور الخلاق.
ومنذ انتصارها اتخذ النظام المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر طابع معاداة الاستعمار الذي حاول من خلال المؤامرات والحصار الاقتصادي وأد الثورة المصرية وهي في مهدها. ففي الستة والخمسين وبعد ان امم نظام عبد الناصر قناة السويس من ايدي اللصوص الاستعماريين واحتكاراتهم شن تحالف الشر، العدوان الثلاثي الاستعماري البريطاني والفرنسي والاسرائيلي على مصر بهدف الاطاحة بالنظام التقدمي وبجمال عبد الناصر. وبكفاح الشعب المصري في تصديه للمعتدين وبتضامن الشعوب العربية ووقوف الاتحاد السوفييتي الى جانب مصر الثورة جرى دفن العدوان وطرد الغزاة المحتلين.
ولن ينسى العديد من شعوب حركة التحرر الوطني مساندة مصر عبد الناصر لكفاحها التحرري، لن ينسى ذلك شعب المليون شهيد الجزائري ولا الشعب الفلسطيني ولا شعب اليمن. وبرز نظام عبد الناصر في قيادة حركة التحرر العالمية، فكان من المؤسسين ومن قادة مجموعة دول عدم الانحياز الى جانب الرئيس الهندي جواهر لال نهرو واليوغسلافي جوزيف بروز تيتو (انظر عن الموضوع في ملحق "الاتحاد") . ولمواقفه الوطنية التقدمية دفاعا عن حق مصر بالتطور الحضاري لما فيه مصلحة الشعب المصري ودفاعا عن حق الشعوب بالتحرر والسيادة الوطنية ولعلاقته الوطيدة مع الاتحاد السوفييتي حليف حركة التحرر القومي تواصلت المؤامرات الامبريالية لاسقاط نظام عبد الناصر. وكان هدف حرب حزيران العدوانية الاسرائيلية المدعومة امريكيًا في السبعة والستين الاطاحة بنظام جمال عبد الناصر كمقدمة لكسر ظهر حركة التحرر العالمية.
والّفت الردة الساداتية الخيانية بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر منعطفا مأساويا في مسيرة تطور الشعب المصري، فقد اجهض نظام السادات الانجازات الناصرية وقذف بمصر الى حضن خدمة الامبريالية. ورغم الردة الحاصلة منذ نظام السادات فان احدا لا يستطيع مصادرة مكانة الثورة من افئدة الشعب المصري وجميع الاحرار في العالم، فثورة 23 يوليو / تموز لا يمكن ان تُنتسى ابدا.
الجمعة 22/7/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع