أوقفوا المأساة يا إخوتنا!

نائب رئيس الحكومة وزعيم حزب "العمل" شمعون بيرس ينافس وزير المالية الليكودي بنيامين نتنياهو في مجال التضليل الديماغوغي المنهجي. فأمس الاحد كان بيرس يقوم بواجب العزاء في بيت احدى العائلات اليهودية الثكلى، واستغل هذه المناسبة ليلقي بدلوه السياسي بشكل ديماغوغي. فقد صرح ان الحكومة تواجه جبهتين، جبهة رافضي خطة الفصل مع قطاع غزة، وجبهة "الارهاب الفلسطيني" الاكثر خطرًا! وبناء على ذلك فقد ناشد شمعون بيرس قطعان مناهضي خطة الفصل من المستوطنين ومختلف قوى ايتام ارض اسرائيل الكبرى ان يلقوا سلاح مقاومة الخطة حتى تتفرغ الحكومة لمواجهة الارهاب الفلسطيني!!
لقد حذرنا مرارا من مغبة التضليل الاسرائيلي ولجوئه الى خلط الاوراق لتبرئة الاحتلال من مسؤوليته عن الجرائم التي ترتكب وتحميل المسؤولية لضحايا جرائمه، للشعب الرازح تحت الاحتلال. وما يساعد الاحتلال على تسويق سياسته التضليلية لجوء بعض القوى الفلسطينية الى السقوط في المصيدة التي يعدها لهم المحتل واستدارجهم الى القيام باعمال مغامرة لا يستفيد من ورائها سوى المحتل الاسرائيلي. فلجوء بعض القوى الفلسطينية، خاصة الجهاد الاسلامي وحماس، الى الخروج عن قرار وحدة الموقف الفلسطيني بالتهدئة، وضرب المستوطنات الكولونيالية والاسرائيلية بالصواريخ والقذائف، وفي هذا الظرف المصيري قبل شهر من البدء بتنفيذ خطة الفصل مع قطاع غزة، لا يعتبر ابدا موقفا يخدم المصلحة الوطنية العليا للكفاح الفلسطيني العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني. مثل هذا العمل يعتبر مغامرة تضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية وتوفر عمليا الغطاء لتبريرات المحتل بتصعيد جرائمه الاستيطانية والدموية ضد الشعب الفلسطيني وتزرع بذور الفتنة على الساحة الوطنية الفلسطينية. وما يحدث من صدامات مسلحة بين قوات امن السلطة واذرع حماس المسلحة هي المأساة الوطنية بعينها، وهي ما يتمناه المحتل ويعمل من اجل تأجيجه الى درجة اشعال حرب اهلية كارثية فلسطينية- فلسطينية تحت يافطة محاربة "الارهاب الفلسطيني". ففي ظل مأساة التصادم العسكري هذه ترتفع الاصوات الديماغوغية للمحتل متهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية بالضعف وبعدم بذل الجهود الكافية لمحاربة الارهاب الفلسطيني والقضاء على حماس والجهاد الاسلامي، نفس التهم التي كانت توجه الى الرئيس الفلسطيني خالد الذكر ياسر عرفات لتبرير الاباطيل انه لا يوجد عنوان فلسطيني ند يكون شريكا في عملية التفاوض معه، ولتبرئة ذمة الاحتلال ومواصلته من مسؤولية المآسي الحاصلة على ساحة التطور والصراع الاسرائيلي- الفلسطيني.
ان المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني والمسؤولية الوطنية الكبرى في هذا الظرف المصيري الذي يمر به الشعب الفلسطيني يستدعيان من جميع قوى وفصائل المقاومة، وخاصة حماس والجهاد الاسلامي الالتزام بالقرار الوطني الواحد، بالسلطة الوطنية الواحدة، وبقرار التهدئة وتفويت الفرصة على المحتل الاسرائيلي وسنده الامريكي، وعلى كل الذين يدفعون لتفجير حرب اهلية فلسطينية- فلسطينية، لا تخدم سوى المحتل ومشاريعه التصفوية. فأوقفوا مأساة هذا  التصادم يا إخوتنا.

الأثنين 18/7/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع