يريدون الحياة وليس حلوى المحتلين

حدث هذا أمس الاول، يوم الاربعاء، الثالث عشر من شهر تموز، أي عشية ذكرى وطنية عزيزة لا يمكن ان ينساها الشعب العراقي الماجد، عشية الذكرى السابعة والاربعين لثورة 14 تموز المجيدة التي اطاحت بالنظام الملكي وبنوري السعيد عميل الاستعمار وبقاعدة "حلف بغداد" الاستعماري الاساسية. حدث هذا بصورة تعيد الى اذهان الشعب العراقي صورا مأساوية من عهد غابر واجهته الاساسية معروضات جرائم مخضبة بدماء الابرياء. حدث يبث رسالة شؤم تنذر الشعب العراقي بأن ايام العهد الملكي من عملاء الاستعمار واسيادهم المستعمرين عادوا يعيثون فسادا وتدميرا وقتلا في العراق. فالغزاة المحتلون الانجلوامريكيون لم يجلبوا للشعب العراقي باحتلالهم للعراق الحرية والامن والاستقرار بل اغرقوا ارض الرافدين بأنهار من دماء الابرياء وبجبال من ردم البيوت السكنية المدمرة.
والحدث الصارخ الذي تقشعر له ابدان الانسانية حدث أمس الاول، عشية ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة، حدثت مجزرة دموية مروعة كان ضحيتها اطفال عراقيون في عمر الورد. وحيثيات الحدث ان جنود الاحتلال الامريكي الذين يرتعدون هلعا من نيران المقاومة العراقية والعمليات المسلحة يلجأون الى وسائل وقائية همجية. ففي الاماكن الحساسة، خاصة في منطقة العاصمة بغداد، يستدرجون الاطفال والصبية العراقيين وبالاساس عند مفارق الطرق، يوزعون عليهم الحلوى! فظاهريا يبدو وكأن الغزاة المحتلين يقومون بعمل انساني، ولكن في حقيقة الامر فإن اهدافهم ابعد ما تكون عن الانسانية، انهم يستعملون الاطفال والصبية العراقيين كدروع بشرية واقية، "بوز مدفع" في مواجهة ضربات المقاومة. وهذا ما حدث أمس الاول، ففي المنطقة الواقعة جنوب شرق العاصمة بغداد كان جمع من الصبية والاطفال العراقيين تتراوح اعمارهم بين ست سنوات وثلاث عشرة سنة يحيط بجنود الاحتلال الامريكي الذين بادروا بدورهم في اعطائهم الحلويات، جاءت من احد الشوارع الفرعية سيارة مسرعة، ما ان وصلت الجمع حتى فجر السائق سيارته المفخخة، وكانت المأساة. فقد كانت نتيجة التفجير سقوط 32 قتيلا وواحد وثلاثين جريحا من بين صبية واطفال العراق، اما من جيش الغزاة المحتلين الامريكيين فقد قُتل جندي واصيب اثنان بجروح بالغة.
ان قتل الاطفال والصبية الابرياء لا يمكن اعتباره الا جريمة حرب وحشية نكراء، وقاتل الاطفال مجرم، ويتحمل المحتل الامريكي في نهاية المطاف المسؤولية الاساسية عن كل نقطة دم سالت من شرايين الاطفال الابرياء. فاطفال العراق يا مجرمون ليسوا بحاجة الى حلواكم الامرّ من العلقم، انهم يريدون الحياة، ولا حياة في ظل الاحتلال الغاشم، انهم يريدون الحرية والسعادة والاستقرار التي لا تتوافر الا في ظل الاستقلال الوطني للعراق بعد تطهير العراق من دنس وجودكم الاحتلالي. فاخرجوا يا مجرمون من ارض العراق. فهذه رسالة اطفاله.
الجمعة 15/7/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع