استشهد نهاية الأسبوع الماضي الأسير المناضل هايل أبو زيد، ابن الجولان المحتل، الذي قضى في سجون الاحتلال عشرين عاما، عن عمر ناهز الثامنة والثلاثين، إثر اصابته بمرض سرطان الدم وهو خلف قضبان السجن.
إننا إذ نبعث بتعازينا الحارة إلى أهلنا الصامدين في الجولان العربي السوري، ونؤكد إن من يتحمل مسؤولية الإجهاز على حياة هايل هو الإحتلال الإسرائيلي ممثلا بإدارة مصلحة السجون التي رفضت الإفراج عنه منذ سنوات رغم خطورة وضعه الصحي.
وقد عرف الشهيد بدماثة الأخلاق، وترك بصماته الإيجابية في كل سجن تواجد فيه، كما ترك انطباعات إيجابية لدى كل من التقى وعاش معه من الأسرى الفلسطينيين، وكان هو ورفاقه نماذج رائعة للشباب العربي، وحتى في السنوات الأخيرة لم ينل المرض اللعين من عزيمته.
إن الشهيد أبو زيد هو ضحية جديدة من ضحايا التعذيب والإهمال الطبي في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، نتيجة سوء الأوضاع الصحية لآلاف الأسرى وانعدام الرعاية اللازمة للمئات من الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
لقد كان هايل الذي أمضى أجمل سنين عمره في السجون، مثالا كبيرا للتضحية في سبيل القضية الوطنية، ورغم إن مشوار حياته لم يدم طويلا، إلا إنها كانت حياة عريضة وزخمة بالنضال ضد الإحتلال الإسرائيلي. وستبقى ذكرى هايل الطيبة منارة ونبراسا للمناضلين ومثالا يحتذى به في التفاني والإخلاص وقوة العزيمة.
إننا نحني رؤوسنا إجلالا لهذا المناضل الأصيل، ونذكـّر الجميع، خاصين بالذكر المؤسسات الدولية والإنسانية بأن ثمة اليوم داخل سجون ومعتقلات الإحتلال قرابة ألف أسير عربي وفلسطيني يعانون من أمراض عديدة، ونناشد هذه المؤسسات بالتدخل السريع للإطلاع على ملفاتهم الصحية وتقديم العلاج اللازم لهم لإنقاذ حياتهم، في ظل الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون التي أودت بحياة العديد من الأسرى.

الحرية لأسرى الحرية!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار!