موجة غلاء جديدة على الابواب

في "مؤتمر قيسارية" الاقتصادي – السياسي الذي عقد في الاسبوع الماضي في القدس حاول وزير المالية، بنيامين نتنياهو تقمّص دور "من قلبه مقطوع" على حياة ومعيشة الفقراء والمحتاجين الذين يحرمهم ارئيل شارون من عشرة ملايين شاقل سيبذرها على خطة الفصل بدلا من توجيهها لتحسين اوضاع هؤلاء المسحوقين! وديماغوغية نتنياهو لا تعرف الحدود، فمصائب الفقراء والمحتاجين مصدرها السياسة الاقتصادية – الاجتماعية النيوليبرالية التي ينتهجها وزير المالية التي جردت اللحم عن عظامهم. فالسياسة الاقتصادية الاسرائيلية المربوطة من خناقها بحبال التبعية للمصادر الخارجية تزيد من حالة بؤس اصحاب الدخل المحدود من زبائن مخصصات التأمين الوطني وغيرهم. فمن "البشائر" التي تغم القلب انه من المرتقب خلال الايام المقبلة القريبة جدا ان ترتفع اسعار العديد من المنتجات والسلع والخدمات بنسبة خمسة في المئة.
والحديث يدور عن موجة غلاء ستشمل المحروقات والمنتجات الكهربائية والسلع المستوردة من منطقة الدولار او يجري التعامل التجاري لهذا السلع بالدولار.
وتبرر وزارة المالية هذا الغلاء المرتقب لارتباطه بعاملين، ارتفاع سعر النفط في السوق العالمية وارتفاع سعر صرف الدولار، سعره التبادلي بالنسبة للشاقل الاسرائيلي. والحقيقة هي ان نسبة ارتفاع سعر المحروقات في اسرائيل اعلى باكثر من عشرة في المئة من نسبة ارتفاعها في السوق العالمية، اضافة الى ان الشركات الكبرى التي تحتكر بيع النفط في محطات الوقود ترفع الاسعار على هواها، خاصة بعض المحروقات كالمازوت التي لا تخضع للمراقبة من قبل وزارة الصناعة والتجارة. كما ان ربط سعر صرف الشاقل بالدولار الامريكي من خلال "سلة العملة" يجعل المستهلك الاسرائيلي تحت رحمة ليس فقط السياسة الاقتصادية – المالية الاسرائيلية، بل كذلك تحت رحمة السياسة المالية الامريكية. فقرار الولايات المتحدة في نهاية الاسبوع المنصرم رفع الفائدة البنكية بنسبة ربع في المئة سيؤدي الى ان يرفع بنك اسرائيل نسبة الفائدة المصرفية خلال الايام المقبلة. وستكون النتيجة وبالا على مستوى معيشة اصحاب الدخل المحدود من العاملين والعاطلين عن العمل وعلى متسلمي مخصصات التأمين الوطني. فرفع اسعار النفط وسعر الفائدة البنكية سيؤدي الى زيادة معدل جدول الغلاء بالنسبة للمستهلك مما يعني تخفيض مستوى معيشة الفقراء والمحتاجين. والترجمة الفعلية لهذا الغلاء هو زيادة وتيرة التضخم المالي في اسرائيل. وزيادة وتيرة التضخم المالي في وقت تخفيض وتجميد الاجور حسب خطة حكومة شارون – نتنياهو الاقتصادية الكارثية يعني تخفيض الدخل الحقيقي، القيمة الشرائية الحقيقية لدخل واجرة العامل او الموظف، لقيمة المخصصات الشرائية للاطفال والمتقاعدين وللعائلات احادية الوالدين وغيرهم. هذا اضافة الى ان موجة الغلاء الجديدة المرتقبة تعني قذف الوف من ذوي الدخل الهزيل والمحدود الى تحت خط الفقر والى تعميق حدة التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء في المجتمع الاسرائيلي. وفي ظل السياسة النيولبرالية الجديدة لن تكون ضربة الغلاء الجديدة الضربة الوحيدة الموجعة الموجهة ضد الفقراء والمحتاجين.
الأربعاء 6/7/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع