هل هي مبادرة أم مؤامرة يا بلير؟

عشية انعقاد مؤتمر قمة الدول الصناعية الثماني بعد غد، الاربعاء، في اسكتلندا، اطلق رئيس الحكومة البريطانية، طوني بلير، بالونًا سياسيًا جديدًا. فقد ادعى بأنه سيطلب من قمة الدول الثماني التصديق على مبادرة "خطة سلام جديدة" بين اسرائيل والفلسطينيين بعد تنفيذ خطة "فك الارتباط" الشارونية مع قطاع غزة!! ولم يشر بلير من خلال تصريحه هذا، لا من قريب ولا من بعيد، عن أي تفصيل حول  مضمون ومدلول هذه "المبادرة" التي "سترعرضها" بطبقة كثيفة من الضباب!
اننا على ثقة تامة بأن عرّاب وحليف استراتيجية العدوان الامريكي كونيا وفي منطقتنا، طوني بلير لا يخطو خطوة ولا يطرح موقفا او "مبادرة"، الا بعد ان يكون قد نسّق الموقف وبلوره مع ادارة عولمة الارهاب والعدوان الامريكية وبشكل يخدم مصالح استراتيجية الهيمنة الانجلو امريكية في المنطقة. اننا لا نستبعد ابدا ان يكون مدلول مبادرة بلير، ليست اكثر من مؤامرة جديدة للانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية. لا نستبعد ان يكون مدلول مبادرة بلير المنسقة مع ادارة بوش استغلال خطة حكومة الاحتلال الشارونية- البيرسية لفك الارتباط لاختزال خطة "خارطة الطريق"، دفنها عميقا في التراب، والاستعاضة عنها بما هو اسوأ، بعرض فتات من مائدة برنامج شارون التصفوي على القيادة الشرعية الفلسطينية وممثلها السلطة الوطنية الفلسطينية. لا نستبعد ان يلجأ تحالف الشر والتآمر الامريكي- البريطاني الى استغلال اعادة انتشار المحتل في قطاع غزة، اذا ما نفذ، لشن حملة عالمية ديماغوغية تسوّق من خلالها جنرال المجازر والاستيطان ارئيل شارون بأنه بطل السلام، وفي الوقت نفسه تشغل مكابس الضغط على القيادة الشرعية الفلسطينية، مستعينة ببعض انظمة التواطؤ العربي الراقصة في الفلك الامريكي، للقبول "بمبادرة" تقدم للشعب الفلسطيني اقل من اذن الجمل من ارضه المحتلة في الضفة الغربية مثل "خطة فصل جديدة" في الضفة الغربية، اعادة الانتشار الاحتلالي في مناطق محدودة من الضفة الغربية. ولهذا ليس من وليد الصدفة ان يأتي الرد سريعا على تصريح بلير من حكومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، فحسب اقوال مصادر في مكتب رئيس الحكومة شارون " ان اسرائيل بحاجة لحدود تضمن امنها ولذلك فان اسرائيل لا تنوي التنازل عن تواجد عسكري في غور الاردن ومناطق في الضفة الغربية في اطار أي اتفاق سلام"!! بمعنى آخر لا تراجع عن برنامج شارون الاستراتيجي بضم اكثر من نصف مساحة الضفة الغربية الفلسطينية، الكتل الاستيطانية "ومناطق عسكرية"، الى اسرائيل بحجة حماية الامن الاسرائيلي حتى لو كان على حساب مصادرة الامن الفلسطيني او السيادة الفلسطينية..
ان ما يخطط له بلير بالتنسيق مع بوش وشارون هو تجاوز قرارات الشرعية الدولية بخصوص الحقوق الفلسطينية، واي مبادرة لا تستند الى الاقرار بحق الشعب الفلسطيني في الدولة والقدس والعودة فمصيرها مزبلة التاريخ.
الأثنين 4/7/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع