نتنياهو الديماغوغ في "مؤتمر قيسارية"

للسنة الثالثة عشرة يعقد "مؤتمر قيسارية"، مؤتمر ارباب الرأسمال وبحضور ومشاركة ارباب السلطة من وزير المالية الى وزير الامن الى وزير الصناعة وغيرهم ونفر من رجال الاكاديميا والباحثين المختصين في مجال الاقتصاد والمالية، الذين يرتبطون على الغالب بمصالح اقتصادية. وما يميز هذا المؤتمر عن مختلف المؤتمرات التي سبقته هو طغيان الطابع السياسي الذي ساد اجواءه، وخاصة مدى تأثير خطة الفصل الشارونية مع قطاع غزة على الاوضاع الاقتصادية- الاجتماعية في اسرائيل.
ووزير المالية بنيامين نتنياهو، الذي يترأس مؤتمر قيسارية، قد اثبت من خلال خطابه في المؤتمر، وللمرة التي لا تعد ولا تحصى، انه فنان بارع في التضليل الديماغوغي. فقد اراد تسويق موقفه المعارض لخطة الفصل مع قطاع غزة وذلك لارضاء وكسب تأييد غلاة المستوطنين ومختلف فئات وقطعان ارض اسرائيل الكبرى في صراعه ومنافسته مع شارون على رئاسة الحزب الليكودي ومرشحه لرئاسة الحكومة التي ستجري في العام 2006 القادم. والحقيقة ان نتنياهو صقر يميني معاد للشعب الفلسطيني ولحقوقه الشرعية وللتسوية السياسية العادلة نسبيا وهذا ليس بالشيء الجديد ولا يثير أي استغراب، ولكن ما يثير القرف والاشمئزاز ان يلجأ نتنياهو الى التسويف والتضليل والادعاء وكأن معارضته لخطة الفصل نابعة ايضا من "حرصه" على المسحوقين والفقراء الذين كان من الممكن الانفاق على تحسين اوضاعهم بالاموال التي ستنفق على خطة الفصل. يقول نتنياهو: انه بدلا من تبذير ثمانية مليارات الى عشرة مليارات من الشواقل على الفصل فإنه يقترح توجيه هذه الاموال الى المسنين والمشوهين والمرضى وسلة الادوية وللامهات العاملات وللحرب في مواجهة العنف وحوادث الطرق!!
انها قمة الديماغوغيا، فنتنياهو يعدد الفئات التي ادت سياسته النيوليبرالية، خطته الاقتصادية، خلال السنتين الماضيتين، الى توجيه ضربة موجعة الى مستوى معيشتهم بعد ان قلّص بصورة كبيرة ميزانيات الخدمات الاجتماعية والرفاه الاجتماعي ومخصصات التأمين الوطني المختلفة.
لقد صفعت اباطيل واضاليل نتنياهو في مؤتمر قيسارية معطيات بحث اعده طاقم اختصاصي برئاسة البروفيسور داني تسيدون حول "الابعاد الاقتصادية لخطة الفصل". فحسب هذا التقرير فإن عدم تنفيذ خطة الفصل سيجلب ضررا اقتصاديا كبيرا حيث يتدهور الاقتصاد الى هوة ازمة عميقة وتتسع فجوات التقاطب الاجتماعي والاقتصادي في اسرائيل وانه خلال ثلاث سنوات يخسر الاقتصاد الاسرائيلي حوالي 10% من الناتج القومي الاجمالي، أي خسارة تبلغ 50 مليار شاقل.
ان معطيات هذا التقرير تؤكد حقيقة طالما اكدنا جوهرها ومدلولها السياسي، حقيقة العلاقة الجدلية بين الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي – الاجتماعي التي يحاول نتنياهو وحكومة الكوارث والاحتلال والافقار الشارونية- البيرسية، وبشكل ديماغوغي تشويه مضمونها ومدلولها ومعطياتها.
الجمعة 1/7/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع