ألأمم المتحدة في عيدها الستين

في السادس والعشرين من شهر حزيران 1945، أي قبل ستين سنة اعلن في مدينة سان فرانسيسكو الامريكية، وبعد شهرين من المحادثات، عن اقامة هيئة الشرعية الدولية، الامم المتحدة، والتي وقّع على وثيقة اقامتها ممثلون عن خمسين دولة من المؤسسين.
وكان الهدف من اقامتها حفظ قواعد السلم العالمي وضمان الامن والاستقرار والحرية لجميع بلدان وشعوب المعمورة وضمان عدم التدخل في الشأن الداخلي لاي بلد من اية قوة خارجية.
ومع اهمية هذه الهيئة الدولية الا ان دورها على خارطة التطور والصراع العالميين قد تراجع كثيرا في السنوات الاخيرة، وحتى يمكن القول في العقدين الاخيرين.
وتراجع دور الامم المتحدة وعدم امكانية القيام بالمهام التي من اجلها وجدت نابع من التغيرات التي حصلت في ميزان قوى الصراع عالميا. فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكك وانهيار الانظمة الاشتراكية في اوروبا الشرقية حدث خلل صارخ في معادلة الصراع العالمي استغلته ادارة الامبريالية الامريكية لفرض املاءات وهيمنة القطب الامريكي على المجتمع الدولي وعلى هيئة الشرعية الدولية، ومن منطلق خدمة مصالحها الاستراتيجية العدوانية في مختلف مناطق العالم وبضمنها في الشرق الاوسط. وتستغل الامبريالية الامريكية مقعدها الدائم في مجلس الامن الذي يعطيها حق الرفض (الفيتو) وحصتها الكبيرة في تمويل ميزانية الامم المتحدة لممارسة الضغوط على البلدان الاخرى بهدف صياغة القرار السياسي الذي يخدم مصالحها او افشال ودفن أي قرار سياسي يمس مصالحها او مصالح حلفائها الدائرين في فلك خدمة استراتيجيتها كونيا امثال اسرائيل الرسمية. ففي دفيئة الفيتو الامريكي المجند دائما واوتوماتيكيا الى جانب دعم السياسة العدوانية الاسرائيلية وممارساتها الاجرامية لم يستطع مجلس الامن اتخاذ أي قرار جدي ينصف الحق الفلسطيني المشروع ويكبح جماح البلطجة العدوانية الدموية العربيدة للاحتلال الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة.
وفي عالم احادي القطبية مؤقتا تعطي ادارة عولمة الارهاب والعدوان والجرائم الامريكية لنفسها صلاحية الدوس على القانون الدولي وعلى قرارات الشرعية الدولية واستبدالهما بشرعية وقانون الغاب الامريكي.
فوفقا لقانون الغاب وبدون موافقة مجلس الامن الدولي شنت ادارة بوش حربها الاستراتيجية العدوانية على العراق واحتلته عسكريا، كما احتلت افغانستان عسكريا قبل ذلك تحت يافطة "محاربة الارهاب" ونشر "الحرية والدمقراطية" الزائفة.
لسنا من اجل حل هذه الهيئة الدولية الهامة، ولكننا ضد ان تبقى الامم المتحدة، وخاصة مجلس الامن مطية يركبها الكاوبوي الامريكي لخدمة مصالحه الاستراتيجية بالهيمنة عالميا وامتصاص خيرات وثروات الشعوب الاخرى. وما دام عالمنا احادي القطبية وبايدي ارباب عولمة الارهاب المنظم فلا امل في ضمان الامن والاستقرار والسلم العالمي. ولهذا فان مهمة جميع انصار حق الشعوب والبلدان بالامن والاستقرار والسيادة الوطنية النضال من اجل اصلاح الامم المتحدة وآلياتها لتصبح لها فعلا الاسنان القاطعة والرادعة لتستطيع ضمان الامن والسلم وسيادة الشعوب.
الأثنين 27/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع