لا أمل بالسلام مع مواصلة الاستيطان

كلما اقتربنا من موعد تنفيذ خطة الفصل الشارونية (اذا ما نفذها شارون) كلما ابتعدنا اكثر عن احتمال انجاز السلام وتسوية الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني سياسيا. فالاحتلال الاسرائيلي يسابق الزمن لخلق وقائع كولونيالية جديدة في مناطق الضفة الغربية المحتلة. وحكومة الاحتلال ولاستيطان الشارونية- البيرسية تكشف يوميا عن انيابها المفترسة لتهويد واستيطان العديد من المناطق والاراضي العربية الفلسطينية في الضفة الغربية. فقبل اسبوع وفي مؤتمر كرمئيل التهويدي العنصري اكد جنرال المجازر والاستيطان، ارئيل شارون ان خطة الفصل مع قطاع غزة ستعزز هدف اسرائيل الاستراتيجي بدفع عجلة التهويد والاستيطان اليهودي في النقب والجليل والقدس الكبرى. وفعلا تواجه القدس الشرقية المحتلة وضواحيها موجه شرسة من تكثيف العملية الاستيطانية وتسريع وتيرة بناء جدار الفصل والضم الابرتهايدي حول رقبة القدس وفي اطار تنفيذ  مخطط تهويدها وحرمان الشعب الفلسطيني من السيادة السياسية على عاصمة دولته الفلسطينية العتيدة. ومؤخرا كشف النقاب عن مخطط استيطاني جديد يهدف هذه المرة الى توسيع وتكثيف رقعة الاستيطان الاستعماري الاسرائيلي في منطقة غور الاردن. ويتولى مسؤولية هذه الخطة الاستيطانية الجديدة، احد ايتام "ارض اسرائيل الكبرى" الصقر اليميني المتطرف، الوزير الليكودي يسرائيل كاتس بالتنسيق مع المدير العام لمكتب رئيس الحكومة ايلان كوهن. وان هذه الخطة ستتم على مراحل، حيث ستبلغ كلفتها السنوية 60 مليون شاقل. وانه سيجري المصادقة عليها من قبل اللجنة الوزارية لشؤون "المناطق الريفية" خلال الاسبوع القادم. وان وزارة المالية ستساهم في تغطية تكلفة هذه الخطة الاستيطانية. وحسب الخطة سيصل عدد المستوطنات الى 21 مستوطنة، وان المستوطنات التي ستقدم خططا للتطوير الزراعي ستقدم لها هبات بمقدار مائة مليون شاقلل بالاضافة الى توفير المياه لها مجانا!! وبشكل استفزازي سادي لا نستغربه من مجرم يميني استيطاني متطرف، يقول الوزير الاستيطاني يسرائيل كاتس ان الخطة هي "رد على المطالب السياسية الفلسطينية"!1 وانه " بعد لقاء شارون – ابو مازن، ستخرج الى حيز التنفيذ خطة التطوير مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة- الاتحاد)، وان الرد على من يأوي الارهاب يكون بتقوية الاستيطان الاسرائيلي في غور الاردن، وذلك حتى يتمكن ابو مازن والتنظيمات الارهابية من رؤية غور الاردن الاسرائيلي مزدهرا من شباك المقاطعة"!! انها وقاحة استعلاتية استعمارية سافرة تجسد حقيقة انه لا امل بالتقدم في العملية السياسية مع حكومة الكوارث والاستيطان الشارونية- البيرسية، مع حكومة يجلس في مقاعد صنع القرار السياسي اوباش الاستيطان من ايتام ارض اسرائيل الكبرى من امثال الوزير يسرائيل كاتس. اكدنا ونؤكد اليوم ومستقبلا انه لا امل بالسلام مع الاستيطان فالسلام والاستيطان لا يتعايشان ابدا.
الأحد 26/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع