ألتزييف صارخ في "العمل" أيضا!

كلنا يتذكر رائحة الفساد والرشى النتنة التي انتشرت ابان الانتخابات التمهيدية "البرايميرز" في حزب الليكود. والظاهر ان الفساد والرشى والصفقات والتزييف اصبحت من الظواهر البارزة التي ترافق نهج الحياة الداخلية في العديد من الاحزاب الصهيونية في البلاد. وتبرز هذه الظاهرة هذه الايام في حزب "العمل" شريك الليكود في حكومة الاحتلال والكوارث. فهذا الحزب كان من المقرر ان تجري فيه يوم الثلاثاء، القادم الانتخابات التمهيدية لاختيار رئيس الحزب ومرشحه للمنافسة على رئاسة الحكومة من بين مرشحيه الخمسة، شمعون بيرس وايهود براك ومتان فلنائي وبنيامين بن اليعيزر وعمير بيرتس. وأمس الخميس اعلن السكرتير العام الجديد للحزب ايتان كابل، عن تأجيل البرايميرز لمدة شهرين، أي الى ما بعد البدء بتنفيذ خطة الفصل الشارونية، اذا ما جرى تنفيذها.
ونحن ندرك ان بعض المتنافسين، وايهود براك احدهم كانوا يضغطون لتأجيل موعد البرايميرز بسبب وضعهم المتدني في استطلاعات الرأي، فلعل وعسى تتبلور الظروف بشكل افضل بالنسبة لامكانياتهم على ساحة المنافسة مستقبلا. ولكن الدوافع الاساسية التي تضغط باتجاه تأجيل الحسم فيمن سيقود حزب "العمل" تعود الى اكتشاف التزويرات الصارخة في عملية انتسابات العضوية لهذا الحزب. فحسب ما قالته أمس الخميس القاضية المتقاعدة سارة فريش في التقرير الذي قدمته بعد فحص طلبات انتسابات العضوية لحزب "العمل" انه كانت هنالك مقاولات بالجملة وصفقات بالجملة، عائلات بكاملها انتسبت في نفس الوقت، خاصة في المدن والقرى العربية. وكنا قد اشرنا في "الاتحاد" سابقا، من خلال اخبار ومقالات وتعليقات الى ظواهر ومظاهر التزوير في حزب "العمل"، الى قيام سماسرة ومقاولي اصوات يدعمون هذا المرشح او ذاك بتقديم انتسابات عضوية لاقارب ومعارف، نيابة عنهم وبدون معرفتهم، عن قيام سماسرة باللعب على احاسيس وعواطف اقارب ومعارف لهم بالانتساب خدمة لمصلحة انانية ذاتية موعود بها هذا السمسار او ذاك من هذا المرشح او ذاك. اشرنا الى ظاهرة الازدواجية في الانتساب الحزبي، منتسب لليكود او ياحد- ميرتس او حتى المفدال وينتسب ايضا لحزب العمل.
ان عملية التزييف داخل حزب العمل تعكس حقيقة طابع هذا الحزب السياسي والاخلاقي. حزب لا يمكن ان يؤتمن جانبه، فعلى جلود جماهيرنا العربية الفلسطينية، اقليتنا القومية، وشعبنا، لا تزال ضربات سياط جرائم حكم حزب العمل "معلّمة" ولينظر كل عربي منتسب لهذا الحزب الى نفسه بالمرآة.
السبت 25/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع