تدخّل فظ وسافر في الشأن الفلسطيني

لم نستغرب ما تفوهت به وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في اثناء وبعد محادثاتها مع رئيس وقادة السلطة الوطنية الفلسطينية. فبلغة البلطجة الاستعمارية العربيدة جاءت رايس لاملاء مواقف امريكية منسقة مع حكومة الاحتلال الاسرائيلية على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني. وحاولت وزيرة ادارة عولمة الارهاب والعدوان الامريكية تسويق معادلة ديماغوغية لخلق الوهم التضليلي بان ادارة بوش- رامسفيلد- رايس تتخذ موقفا "متوازنا" من قضية الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني! والمعادلة التي تروج لها ان هدف السياسة الامريكية وزيارتها دعم وتعزيز موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة المتطرفين امثال حماس والجهاد الاسلامي، وبالمقابل دعم وتعزيز موقف رئيس الحكومة ارئيل شارون في مواجهته للاوضاع الداخلية الاسرائيلية وخاصة مواجهة معارضي خطة الفصل مع قطاع غزة من طرف واحد. "ودعم" موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشروط باملاءات امريكية تعمل رايس على ان يلتزم عباس بتنفيذها. ومن هذه الاملاءات ان تنسق السلطة الفلسطينية مع حكومة شارون- بيرس موضوع خطة الفصل مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية دون ربط ذلك باي ضمان اسرائيلي- امريكي رسمي باستئناف المفاوضات السياسية ومواصلتها بعد خطة الفصل لتجسيد خطة خارطة الطريق ومحادثات الحل الدائم لانهاء الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. والانكى من ذلك ان رايس، كادارة بوش، تتبنى موقف حكومة شارون، باشتراط دعم الرئيس محمود عباس بحثه على تجريد فصائل المقاومة الفلسطينية من السلاح، وتفجير حرب اهلية فلسطينية- فلسطينية من خلال العمل لتجريد "حماس" والجهاد الاسلامي  من السلاح تحت يافطة "محاربة الارهاب" الزائفة. فرايس اعلنت ان الادارة الامريكية لا تزال تعتبر "حماس" منظمة ارهابية ولن تجري أي تفاوض معها! وارئيل شارون يدعو رايس والامريكان للضغط على السلطة الفلسطينية لحرمان حماس والجهاد الاسلامي من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي. انه تدخل فظ وسافر في الشأن الداخلي الفلسطيني يا غلاة الارهابيين. فمن يمارس الارهاب هو من يحتل الارض الفلسطينية ويحرم شعبا باكمله من حقه الشرعي في الحرية والاستقلال الوطني. وحماس رغم معارضتنا وانتقاداتنا لمنهجها ونهجها السياسي والعسكري الا انها فصيل فلسطيني له جذوره ودائرة تأييده الجماهيري بين اوساط الشعب الفلسطيني، وشرعية نشاطه السياسي يقرره الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية وليس ابدا اعداء الشعب الفلسطيني من المحتلين الاسرائيليين وحليفهم الامريكي.
الأثنين 20/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع