ماذا سيتمخّض عن جولة رايس؟

بدأت وزيرة الخارجية الامريكية، كوندوليزا رايس جولتها الشرق اوسطية والاوروبية امس السبت. ولم يكن من وليد الصدفة ان تكون اسرائيل محطتها الاولى في اطار هذه الجولة والتداول والتباحث اولا مع الحليف الاستراتيجي، حكومة الاحتلال والاستيطان الشاورنية – البيرسية، وذلك بهدف تنسيق المواقف قبل الانتقال الى المحطة الثانية للتداول مع السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس وغيره من المسؤولين الفلسطينيين.
ولعل تحديد موعد هذه الجولة وما سيرافقها من محادثات يعكس المدلول السياسي لزيارة رايس.
فمحادثات رايس – شارون تأتي قبل يومين فقط من لقاء شارون – عباس المرتقبة، يوم الثلاثاء، وقبل ايام قليلة من مشاركة رايس في المؤتمر العالمي حول العراق الذي سيعقد في بروكسل وفي اجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية الكبرى المعروفة "بمجموعة الثماني". ومن حيث المدلول السياسي فان رايس ستحاول من خلال لقائها بشارون وعباس احراز تقدم في قضايا هامشية تستثمرها لتجنيد دعم اوروبي ودولي في مؤتمر بروكسل لمخططها الاستعماري في العراق وتحت يافطة "تجنيد الدعم المالي لاعادة اعمار العراق" الذي دمره جند الغزاة المحتلين الانجلو امريكيين.
لسنا متفائلين ابدا باحتمال ان تكون رسالة كوندوليزا رايس الى شارون ابراز انياب ضغط امريكي لدفع عجلة التسوية السياسية على ساحة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. لا نتوقع ضغطا على حكومة شارون – بيرس بوقف العربدة الاستيطانية الجديدة وبناء جدار الضم العنصري وتصعيد عملية تهويد القدس الشرقية. فعشية زيارة رايس الى اسرائيل سمحت المحكمة العليا لسلطات الاحتلال الاسرائيلي ببناء مقطع الجدار الفاصل في العيزرية شرق القدس والبالغ طوله 12 كم، والذي يعني مصادرة اراض فلسطينية وخنق القدس الشرقية بحزام التهويد.
ان اكثر ما يمكن ان تتمخض عنه محادثات رايس مع حكومات الاحتلال الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية هو تبني رايس لموقف شارون بالتهليل لخطة الفصل الشارونية مع قطاع غزة دون ربطها عضويا بخطة خارطة الطريق، تبني موقف شارون بان السلطة الفلسطينية لم تف بالتزاماتها، وخاصة تجريد فصائل المقاومة الفلسطينية من اسلحتها كتبرير للهروب من الدخول في مفاوضات سياسية مع القيادة الشرعية الفلسطينية. ومقابل ذلك تجري رايس التنسيق مع حكومة شارون لاتخاذ بعض الاجراءات لتضليل الرأي العام الاوروبي والعالمي ولتسهيل مهمة بعض الانظمة العربية المدجنة امريكيا لمواصلة ضغطها على القيادة الفلسطينية لابتزاز تنازلات تمس بالثوابت الوطنية الفلسطينية فمن الاجراءات المحتمل الاتفاق حولها بين رايس وحكومة شارون – بيرس، تخفيف معاناة الفلسطينيين بتقليل عدد الحواجز، تسليم السلطة الفلسطينية بعض المدن، والافراج عن بعض السجناء، عدم تدمير البيوت والدفيئات في المستوطنات التي يجري اخلاؤها... وكما اكدنا لا توجد اية مؤشرات تشير الى أي تغيير جدي في الموقف الامريكي المنحاز الى جانب العدوانية الاسرائيلية تحمله رايس معها وجاءت لتبشر به!!

الأحد 19/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع