ألضائقة السكنية في ظل سياسة التمييز

أمام الحقائق الدامغة المدعومة بالمعطيات التي جرى طرحها في المؤتمر الذي دعت له حركة "مساواة" ولجنة رؤساء السلطات المحلية العربية في اسرائيل وبحضور مسؤولين كبار من وزارة الاسكان، وذلك يوم الثلاثاء الماضي، اضطر وزير الاسكان، يتسحاق هرتسوغ الى الاعتراف والاقرار بالغبن اللاحق بالمواطنين العرب في مجال الاسكان، ووجه سهام الاتهام الى سلفه، وزير الاسكان المفدالي اليميني المعروف انه من غلاة ارباب الاستيطان الكولونيالي. اضطر هرتسوغ الى الاعتراف بانه في موازنة وزارة الاسكان للعام 2004 خصص للجماهير العربية ولمواجهة الضائقة السكنية، مبلغ اربعمئة وستة وعشرين مليون شاقل، ولكن وزير الاسكان وجه كل هذا المبلغ الى المستوطنات لدعم جرائم الاستيطان الكولونيالي في المناطق الفلسطينية المحتلة.
لقد قدم مدير الوحدة الاقتصادية - الاجتماعية في "مساواة" امام المؤتمر ومسؤولي وزارة الاسكان وثيقة صارخة مدعومة بالمعطيات عن الضائقة السكنية العربية الصارخة في ظل سياسة التمييز القومي السلطوية المنهجية. فخلال الاربع سنوات الاخيرة لم تقم وزارة الاسكان ببناء أي وحدة سكنية في المدن والقرى العربية. ولهذا تبرز الفوارق الكبيرة في الكثافة السكانية بين اليهود والعرب. فالكثافة السكانية لدى العرب تصل الى 1،42 فردا للغرفة بينما تبلغ 0،87 لدى اليهود.
لقد وعد الوزير هرتسوغ ببناء تسعة آلاف وحدة سكنية في عام 2005، وبتغيير سياسة التمييز المنهجية السلطوية ضد المواطنين العرب وقراهم ومدنهم! نأمل ان لا يندرج هذا الوعد في اطار الوعود العرقوبية الكثيرة التي اطلقها وزراء وتجاهلوها ولم يلتزموا ابدا بتنفيذها.
وسؤالنا للوزير المحترم ما هو موقفه من حوالي اربعة آلاف وخمسمئة بيت عربي مهدد بالهدم بحجة البناء غير المرخص؟ هل سيعمل بصفته وزيرا للاسكان لالغاء اوامر الهدم التعسفية وترخيص هذه البيوت التي جرى بناؤها لمواجهة ازمة الاكتظاظ، ولمواجهة السياسة المنهجية السلطوية المتعمّدة بعدم اصدار تصاريح البناء ومنع توسيع الخارطة الهيكلية في البلدات العربية !! هل سيعمل هرتسوغ بصفته وزيرا للاسكان من اجل توسيع مسطحات البلدات العربية وتحرير الاراضي العربية الواقعة تحت سلطة نفوذ المجالس القطرية اليهودية وعودتها الى ايدي اصحابها الشرعيين، الى سلطة نفوذ المجالس المحلية العربية! وهل سيعمل بصفته وزيرا للاسكان على الاعتراف بالقرى العربية غير المعترف بها؟ وهل سيضغط على رئيس حزبه، شمعون بيرس، لافشال المخطط العنصري السلطوي لمواصلة تهويد الجليل وتضييق الخناق على اهل الجليل العرب؟ اننا غير متفائلين من وعودك يا حضرة الوزير ولكن ما ندركه جيدا انه لا مفر من مواصلة النضال لضمان حقنا بالارض والسكن.
الجمعة 17/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع