(كلمة الاتحاد)
لمواجهة الهوائيات الفتاكة!

من الملاحظ مؤخرا ازدياد عدد ضحايا الامراض  السرطانية الخبيثة في البلاد عموماه، وفي اوساط الجماهير العربية بشكل خاص. وبحسب عدد من الخبراء، فإن جزءًا منها ناجم عن اشعاعات صناعية قاتلة. وجزء من هذه الاشعاعات، كما هو معروف، مصدره الهوائيات التي تنصبها الشركات الخلوية المختلفة في المناطق الآهلة بالسكان من خلال تعريض حياة المواطنين، والاطفال بشكل خاص، للخطر.
وبالرغم من التنافس الاقتصادي الشديد بينها، انتظمت شركات الهواتف الخلوية في ما يدعى بـ " فوروم الشركات الخلوية"،  وهدفه ابعاد الشركات نفسها عن مركز الصورة الاعلامية في كل ما يتعلق بالهوائيات. ويدّعي هذا "الفوروم" ان هناك ابحاثا علمية لا تشير الى علاقة حتمية بين الهوائيات والامراض الآخذة في الانتشار. فيما رفض الجهاز القضائي هذا الادعاء وقلب المعادلة اذ اصبحت الابحاث العلمية لا تنفي وجود علاقة كهذه.
لقد خاض العديد من المواطنين العرب واليهود نضالات محلية عينية، ضد نصب الهوائيات في احيائهم. وتردنا بشكل شبه يومي اخبار عن ازدياد عدد المصابين بالسرطان في عدة مدن وقرى عربية في الشمال والجنوب- وبالمقابل أنباء عن قيام اطر وهيئات جماهيرية لمواجهة هذه الهوائيات الفتاكة.
اننا نبارك وندعم جميع المبادرات المحلية المذكورة. ولكننا نؤكد في الوقت ذاته ان المواجهة العينية التي تأتي على نمط "اطفاء الحرائق" ليست كافية. وانما المطلوب هو اقامة اطار كفاحي قطري عربي - يهودي منظم له اذرعه المهنية، العلمية والقانونية، للتصدي لتلك الهوائيات الفتاكة وللشركات الخلوية التي يحركها الجشع الرأسمالي، وللسلطات (القطرية والمحلية منها) التي تستهتر بصحة المواطنين وحياتهم وتخدم مصالح كبريات الشركات.
من هنا ندعو جميع القوى والاطر العربية واليهودية الى توحيد الجهود والموارد والمعرفة المتراكمة في هذه المعركة الحياتية.
كما نرى في هذه القضية امتحانا للقوى السياسية الحريصة على مصالح الناس والطبقات الشعبية. وندعو الى ايلاء هذه القضية اهتماما مكثفا لانها تمس بصحة وحياة مستقبل المجتمع كله.

(الإتحاد)

الأربعاء 15/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع