مؤتمر للتهويد العنصري في مدينة كرميئيل

يعقد في مدينة كرميئيل في الجليل بعد غد الخميس "مؤتمر الجليل 2005- تطوير الجليل هدف قومي" ويندرج عقد هذا المؤتمر والاجندة المطروحة على جدول اعماله في اطار المخطط التهويدي العنصري للجليل والنقب الذي اقرته وتعمل على تجسيده حكومة الكوارث والتمييز العنصري الشارونية- البيرسية. فهذا المؤتمر يهمش اهل الجليل العرب وكأنه لا وجود لهم في الجليل، يهمش اكثر من 46% من سكان الجليل العرب. فللمشاركة في " طرح الافكار" وفي التداول لم تجر دعوة أي من رؤساء السلطات المحلية العربية او من الباحثين والساسة المختصين العرب الامر الذي يعكس حقيقة المدلول السياسي العنصري والاهداف العنصرية المعادية لوجود وتطور اهالي الجليل العرب. وقد دعي للمشاركة في هذا المؤتمر ارباب سياسة التهويد والتمييز العنصري المعادية للعرب، من رئيس الحكومة اريئيل شارون الى نائبه شمعون بيرس الى وزير المالية بنيامين نتنياهو وصولا الى رئيس بلدية كرميئيل عادي الدار والى رئيس المجلس القطري ميسغاف وغيرهم.
وما يثير القلق والمخاوف من الاخطار المرتقبة التي ينطوي عليها هذا المؤتمر العنصري ان المتحدث المركزي هو نائب رئيس الحكومة شمعون بيرس، الذي عينه اريئيل شارون وزيرا مسؤولا عن تطوير الجليل والنقب! أي الوزير المسؤول عن تجسيد " خطة الطوارئ لانقاذ الجليل والنقب" التي جرى نسج خيوطها في الدهاليز المعتمة لديوان رئاسة الحكومة وباشراف مباشر من رئيس الحكومة اريئيل شارون، والتي تقرر ان تنفذ مراحلها الاولى في العام 2005 الجاري. وتستهدف هذه الخطة " انقاذ" الجليل والنقب من ايدي الاغيار العرب ومن خلال تغيير الموازنة السكانية ( الديموغرافية) بشكل يضمن اكثرية حاسمة راسخة لليهود في النقب والجليل. ولتحقيق هذا الهدف العنصري الابرتهايدي  تبرمج الحكومة وفق خطة الطوارئ الى تنظيم استيطان اكثر من مليونين ونصف مليون مستوطن يهودي جديد في الجليل والنقب ورصد اكثر من سبعة عشر مليار شاقل لتمويل هذه العملية الديموغرافية الاستيطانية العنصرية الجديدة.
ان تجسيد هذه الخطة الاستيطانية الجديدة لا يعني سوى تضيق الخناق على تطور وحياة المدن والقرى العربية في الجليل وحرمانها من امكانيات التوسع تلبية لاحتياجاتها الضرورية وخاصة توفير الارض لمواجهة ازمة الاكتظاظ السكاني الذي تعاني منه. تجسيد هذه الخطة يعني وضع علامة سؤال حول مصير الاراضي العربية الواقعة تحت نفوذ سلطة المجالس الاقليمية اليهودية واحتمالات مصادرتها. كما ان تجسيد هذه الخطة يحول مدن وقرى الجليل العربية الى ما يشبه الغيتوات المغلقة، كما هو حال مدينة سخنين اليوم. ولهذا فإننا نضم صوتنا الى صوت رئيس بلدية سخنين المحامي محمد بشير بمناشدة جميع القوى اليهودية والعربية الى الكفاح المشترك لافشال تجسيد هذه الخطة التهويدية العنصرية على ارض الواقع. فمصلحة الشعبين في هذه البلاد، مصلحة التعايش الحقيقي بين الشعبين ان يكون مبنيا على مبادئ العدل والمساواة في الحقوق، وان يخدم تطوير الجليل جميع اهله وسكانه من اليهود والعرب.
الثلاثاء 14/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع