"يا رايح – يا كثير القبايح"

للمخابرات الاسرائيلية "الشاباك" تاريخ اسود طويل في تعاملها مع المواطنين العرب، مع الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل، ومجبول بدماء الجرائم الهمجية في التعامل مع الشعب العربي الفلسطيني، خاصة في المناطق الفلسطينية المحتلة. ومن الظواهر البارزة التي تواكب مجرى الحياة السياسية في اسرائيل ان العديد من جنرالات الجيش ورؤساء وكبار رجال المخابرات الاسرائيلية يستغلون، عندما ينهون الخدمة العسكرية والمخابراتية، "تاريخهم الحافل"، في رذائل التعامل مع العرب. لاشغال مناصب رفيعة في الحياة المدنية، في الحياة السياسية – الحزبية او في الحياة الاقتصادية..
أحد هؤلاء آفي ديختر رئيس الشاباك، الذي انهى عمله الرسمي في المخابرات ولم يخرج الى التقاعد، بل يفتش عن مكان "ملائم" له في الحياة السياسية المدنية، يزن الامور لاختيار أي من الاحزاب اربح له، الليكود ام العمل ام هئيحود هلئومي. فبمناسبة انهاء عمله المخابراتي أجرى معه المحرران في "يديعوت احرونوت"، ناحوم برنيع وشمعون شيفر، مقابلة مطولة على اربع صفحات من ملحق امس الاول يوم الجمعة الماضي من هذه الصحيفة. وتنطبق على مدلول المواقف التي عبر عنها في المقابلة مقولة "يا رايح يا كثير القبايح". فلتسويق نفسه في الحلبة السياسية التي يطغى عليها طابع البلطجة اليمينية العربيدة والفاشية العنصرية، عبر ديختر عن هويته الحقيقية وحقيقة مواقفه التي مارسها عندما كان رئيسا للمخابرات، ليؤكد انه صقر يميني يكن العداء للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية الشرعية وللمواطنين العرب في اسرائيل. فمن قبائح مواقفه، نكتفي بايراد بعض الامثلة: ديختر يؤيد خطة شارون للفصل مع قطاع غزة، لانها تخدم مصلحة اسرائيل ولا تضيف شيئا للفلسطينيين، ولكنه يشدد على اهمية "التدمير المطلق للبيوت والاثاث اللذين سيتركهما الاسرائيليون وراءهم" وانه لا يثق ابدا بالفلسطينيين، اما بالنسبة للحل الدائم لقضية الشعب العربي الفلسطيني، فان ديختر "مقتنع انه ولا اية حكومة اسرائيلية ستعود وتقترح على الفلسطينيين المناطق التي اقترحها عليهم ايهود براك"!! وان ديختر من المؤيدين المتحمسين لنهج تصفية واغتيال القيادات الفلسطينية والناشطين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي!
ولم تنج الجماهير العربية وقياداتها من السهام التحريضية التي اطلقها ديختر في هذه المقابلة.
فعلى سبيل المثال يزعم افي ديختر "انه لأسفه الشديد فان اعضاء الكنيست العرب لا يكنون اليوم ايضا الولاء للدولة"! انه كغيره من ذئاب سياسة التمييز القومي المنتهجة ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية من مواطني اسرائيل يخلط الاوراق عمدا بين الموقف من الدولة والموقف من الحكومة وسياستها الاجرامية ضد المواطنين العرب. والجماهير العربية وممثلوها يناضلون ضد سياسة الحكومة وليس ضد الدولة التي لا يريد ديختر وحكومته الاعتراف بانهم مواطنون كاملو الحقوق وجزء منها.

الأحد 12/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع