لبلورة وتسييس هذا الاطار الاجتماعي

أفتتح أمس في "منتزه السلام" بمدينة اللد مهرجان الاكتيفيزم الرابع، الذي تنظمه جمعية "نشاط اخضر" (بعولاه يروكا) ويشارك فيه اكثر من مائة تنظيم من اجل التغيير الاجتماعي. والتنظيمات المشاركة، اليهودية والعربية، هي التنظيمات والحركات الناشطة في المجال الاجتماعي والبيئي، ويتركز نشاط هذا المهرجان الذي يستمر ثلاثة ايام وحتى مساء غد السبت حول قضايا البيئة، المجتمع وسياسة السلام.
ولم يكن من وليد الصدفة اختيار حي "رمات اشكول" في اللد مكانا للمهرجان، ففي هذا الحي الذي تقطنه غالبية عربية يمكن ان يؤلف نموذجا لسياسة التمييز القومي والافقار والاهمال المنهجي السلطوية، فالشوارع  مهملة والمجاري تغسل الشوارع والفقر الزبون الدائم والمداوم في غالبية البيوت، الاطفال بلا طفولة يرتعون في اجواء بيئية موبوءة وملوثة.
اننا نشد على ايدي منظمي هذا المهرجان على مبادرتهم المباركة. لقد وضعتم الاصبع على الجرح برؤيتكم الصائبة حول العلاقة العضوية الجدلية بين قضايا البيئة والمجتمع وسياسة السلام. ففي ظل سياسة العدوان والاحتلال الاستيطاني المنهجية التي تمارسها الاوساط الحاكمة في بلادنا والتي تكلفتها تبتلع اكثر من نصف ميزانية الدولة للنفقات، في ظل مثل هذه السياسة المغامرة تزداد سوءًا سنة بعد سنة الاوضاع الاجتماعية، خاصة بين اصحاب الدخل المحدود والهزيل وبين المواطنين العرب، تزداد الضائقة الاجتماعية حدة ويزداد عدد الفقراء والعاطلين عن العمل وظهور بؤر مجاعة وفي وقت يزداد فيه ثراء قلة قليلة من ارباب رؤوس الاموال وبشكل فاحش. كما ان هذه السياسة السلطوية الرعناء مجرمة بحق الاوضاع البيئية التدميرية وتدير ظهرها للحاجة الملحة بتخصيص الميزانيات المطلوبة لمواجهة مصادر تلويث البيئة. ويبرز التمييز السلطوي في مجال البيئة في سياستها الممارسة في مدننا وقرانا العربية.
ان اكثر ما يلوث البيئة الاجتماعية والبيئة الطبيعية هي سياسة الاحتلال والاستيطان والتمييز والافقار السلطوية. وحبذا لو الّف مهرجان الاكتيفيزم انطلاقة نوعية جديدة في مجال نشاط المنظمات والحركات الاجتماعية والبيئية، اليهودية والعربية، انطلاقة توجه السهام من خلالها الى العنوان الاساسي والمصدر الاساسي للجرائم الاجتماعية والبيئية الحاصلة، الى سياسة العدوان والاحتلال السلطوية.
انطلاقة تتجسد ببلورة نشاط مختلف القوى المشاركة في الاكتيفيزم، في اكتيف اوسع وحدة صف كفاحية يهودية – عربية، في المعركة من اجل السلام العادل الذي في مركزه زوال الاحتلال الاستيطاني – الاسرائيلي القائم منذ السبعة والستين، والاقرار بحق الشعب الفلسطيني الشرعي بالدولة والقدس والعودة، اكتيف ناشط من اجل المساواة والتقدم الاجتماعي، وصيانة البيئة من مختلف اشكال التلوث.

الجمعة 10/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع