من يمارس العنف والسفالة العنصرية يا سترو!

لم ننتظر من وزير الخارجية البريطانية، جاك سترو، ان يكون متوازنا وموضوعيا في موقفه من قضايا الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. فموقف حكومته كان ولا يزال مذدنبا للموقف الامريكي المنحاز الى جانب الموقف العدواني الاسرائيلي، فأمس الاول في اثناء محادثاته مع وزير الخارجية الاسرائيلية سلفان شالوم، وأمس في اثناء محادثاته مع رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع (ابو العلاء) ومع وزير الخارجية ناصر القدوة ، كانت تصريحات سترو احادية الجانب ومتواطئة مع الموقف الاسرائيلي. فقد صرح على سبيل المثال للصحافيين، "لن نتعامل مع قيادة حماس او غيرها من المنظمات الشبيهة الا اذا تخلت بشكل كامل عن العنف وعن ميثاقها الداعي لتدمير دولة اسرائيل"! وسترو بهذا التصريح يناقض الحقيقة التي هو نفسه يقر بها ويصرح بها اذ "يعترف" بلقاء دبلوماسيين بريطانيين لقادة من حماس ولكن "مرتين فقط"!! والانكى من ذلك انه بتصريحه المذكور يواصل سياسة "الكيل بمكيالين" وبشكل انتقائي صارخ، التي تمارسها حكومته. ففي الوقت الذي كان فيه يلقي بتصريحه كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي ترتكب جريمة جديدة في بلدة قباطية قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية. فقد داست قوات هولاكو المجازر على تفاهمات شرم الشيخ وعلى التهدئة الرسمية التي التزمت بها الفصائل الفلسطينية، وقامت بملاحقة وتصفية مروح خالد كميل المسؤول عن الجناح المسلح في حركة الجهاد الاسلامي. لم يتفوه سترو بكلمة واحدة لا من قريب ولا من بعيد تدين هذا العنف الدموي الارهابي الذي يمارسه المحتلون بهدف تفجير الاوضاع  وعرقلة اية آمال وجهود لدفع العملية السياسية. كما انه في وقت كان فيه سترو يجري محادثاته مع شالوم انتشرت في الاجواء، وعبر وسائل الاعلام، الرائحة النتنة للعمل الاجرامي السفيه الذي ارتكبته شرطة القمع السلطوية في سجن مجدو. فلم يكتف جلادو الاحتلال بمحاولة اذلال واهانة سجناء الحرية الفلسطينيين من خلال حملات التفتيش الاستفزازية المصحوبة بالشتائم العنصرية السافرة. لم يكتفوا بذلك بل لجأوا الى نهج اخوتهم في القذارة العنصرية البهيمية في سجن غوانتنامو، اذا قاموا بتدنيس القرآن الكريم وتمزيق اوراق من المصاحف الشريفة. وهذه السفالة العنصرية ليست فقط تعبيرا عن طابع هوية المحتلين، بل تعكس كذلك مدى افلاس المحتلين في كسر ارادة شعب وسجناء الحرية فيلجأون للانتقام بممارسة الاعمال المشينة والمس بشعور الكرامة القومية للمعتقلين كشتم النبي العربي وتدنيس القرآن الكريم. لقد اصاب الطرش سترو  ولم ينبس ببنت شفة تعبر عن ادانة هذا العمل السافر، حتى بعد ان اعلن تسعمائة سجين حرية من المعتقلين في سجن مجدو الاضراب الشامل عن الطعام، الذي بدأ امس الاربعاء ولمدة ثلاثة ايام.
اننا اذ ندين سياسة الانحياز البريطاني، فاننا نستنكر بشدة جريمة تدنيس القرآن الكريم التي ارتكبها المحتلون ونطالب بمعاقبة المجرمين ونعلن عن تضامننا مع اسرى الحرية المضربين ومطالبتنا باطلاق سراحهم.

الخميس 9/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع