بوركتم أهلا للتحدّي الحضاري!

تصلنا هذه الايام من مختلف مدارسنا العربية ومن مختلف العناوين، الاخبار السارة عن النتائج المفرحة للتحصيل العلمي. بعض المدارس تبعث المعطيات عن حقيقة ان طلابا من مدارسها حصلوا على اعلى معدل في مسابقة الرياضيات بين المدارس، واخرى ان طلابا من مدارسها حصلوا على اعلى معدل في البسيخومتري، وان عددا كبيرا من طلاب مختلف المدارس العربية، من الناصرة وكفر ياسيف وعرابة وغيرها قد تخطي كل واحدة وواحد معدل السبعمائة في البسيخومتري.
اننا اذ نهنئ جميع مدارسنا وطلابنا على الانجازات الهامة التي حققوها، فهذه الانجازات تؤكد ان شعبنا اهل للتحدي الحضاري، وانه رغم سياسة التمييز المنهجية التي تمارسها حكومات اسرائيل المتعاقبة والحالية ضد جماهيرنا العربية في مجال التعليم ايضا، فان شعبنا يدرك جيدا انه لا مفر من تخطي كل العقبات والصعاب لضمان عدم التخلف عن ركب التطور الحضاري العصري في عصر الثورة العلمية – التكنولوجية الحديثة والثورة المعلوماتية، واكثر ما نعتز به انه بالنضال الدؤوب السياسي – الجماهيري، وعلى مختلف المستويات أفشلنا سياسة التجهيل السلطوية التي خططت ليكون شعبنا، اقليتنا القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل، قطيعا من الجهلة، من الحطابين وسقاة الماء والخدم في بيوت ومطاعم ومزارع "الادون الصهيوني"، وذلك لتسهيل عملية اضطهادنا ونهب حقوقنا القومية والمدنية في وطننا. فالمعركة من اجل ضمان حق الاجيال الصاعدة العربية بالعلم في جميع مراحله لا يقل اهمية من معركتنا لتوفير مكان العمل ولقمة الخبز في نضالنا المصيري لضمان حقوقنا الشرعية بالمساواة القومية والمدنية والمواطنة الكاملة وبالتطور الحضاري العصري. ونحن ندرك الصعوبات التي تضعها سياسة التمييز القومي السلطوية على طريق تطورنا. فبسبب هذه السياسة الممارسة وفي ظل اوضاع الضائقة الاجتماعية والمادية والفقر المنتشر بين جماهيرنا، فان من امدارس والتسرب من مقاعد الدراسة بين طلابنا عالية جدا، خاصة في القرى العربية غير المعترف بها التي تعيش اوضاعا مأساوية في مختلف مجالات الحياة. ولهذا فان اعداد كبيرة من الاجيال الصاعدة العربية تدفن مواهبها الابداعية وتحرم من حقها الانساني الاولي بالتعليم في جميع مراحله. ولهذا فان النضال لتحسين الظروف التعليمية جزء عضوي واساسي من معركتنا من اجل المساواة التامة، لان حالة التعليم مرتبطة بحالة وطابع ومستوى التطور الحضاري المستقبلي لجماهيرنا العربية. وتحقيق مدارسنا وطلابنا للانجازات رغم كل الظروف الصعبة والعقبات السلطوية يعكس مدى الاستعداد للتحدي والاصرار على تخطي الصعاب، فبوركتم اهلا للتحدي الحضاري.



الأربعاء 8/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع