أنا مدين لإميل حبيبي حيث أعطاني أسرار اللغة
أمسية خاصة لذكرى الأديب الكبير إميل حبيبي في قاعة مسرح الكرمة في حيفا

*الأمسية شملت عرضا لمسرحية "أم الروبابيكياً" تمثيل روضة سليمان ومن تأليف الكاتب الراحل حبيبي*

حيفا- من رزق ساحوري- ضمن فعاليات شهر الثقافة والكتاب العربي الذي تنظمه مؤسسة بيت الكرمة، أقيمت أمسية خاصة في قاعة مسرح بيت الكرمة مساء الجمعة 3.6 في حيفا لذكرى الأديب الكبير الراحل إميل حبيبي بالتعاون مع فصليّة "مشارف" الثقافية التي ترأس تحريرها الشاعرة سهام داوود وكان مؤسسها ورئيس تحريرها الأول إميل حبيبي.
افتتح الأمسية هاني الفار نائب مدير عام بيت الكرمة ومنتج شهر الثقافة والكتاب العربي بكلمة ترحيبية ثم تلاه الدكتور باسيليوس بواردي بكلمة حول "مميزات العملية الإبداعية في كتابات إميل حبيبي"، ومما قاله: "ألف حبيبي ستة أعمال أدبية هي على التوالي، سداسية الأيام الستة (مجموعة قصص قصيرة)، الوقائع الغربية في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل (رواية)، لُكَع بن لُكَع (حكاية مسرحية)، أم الروبابيكيا (مسرحية). تقوم البنى الأدبية للكاتب إميل حبيبي على الأبعاد السردية والحكائية المتشعبة. تلك المستقاة من الأدب الرسمي وغير الرسمي. الكلاسيكي منه والحديث، على أن هذه النصوص المستدعاة لم تكن لتتبلور ضمن أدب روائي ومسرحي متميز لولا العملية السردية المغايرة والقدرة الحكائية العالية للمؤلف".
وأضاف: "إن اللغة عند إميل حبيبي هي لب العملية الأدبية، وهي عنصر فعال بل وجوهري في تميّز أعماله. لقد دافع الراحل عن اللغة العربية في مؤلفاته الأدبية كجزء من ثوابت البقاء الحرّ ضمن محاولات طمسها أو التقليل من قيمتها الأدبية أو الحياثية".
وقال: "وعلى الرغم من بعض الملامح الرومانسية في أدب إميل حبيبي، خصوصاً في السداسية، إلاّ أن عنصر السخرية يرجعنا إلى الواقع الحقيقي الحيّ". واختتم الأستاذ بواردي كلمته بالقول: "ما الذي قدّمه حبيبي لأدب الأقلية العربية في إسرائيل؟ لقد وضع حبيبي هذا الأدب على خريطة العالم العربي ومن ثم العالمي عندما طوّع لغة تراثية وحوّلها إلى لغة حيّة ساخرة آنية. وحوّل النص الأدبي إلى منشور سياسي حزبي بل تراكيب جمالية غير مبسطة تثير في القارئ تساؤلات حول وجوده".
ثم كانت الكلمة للصحفي مرزوق حلبي حول "نواح خفية في تجربة إميل حبيبي"، ومما قاله: "عرفت إميل حبيبي في مطلع شبابي ككاتب وعملت معه في صحيفة الاتحاد منذ عام 1982 حيث اقترح عليّ أن انضم إلى مشروع الاتحاد اليومية، وكان دائماً يقول "الاتحاد الجامعة". التحدث عن إميل حبيبي كما عرفته في غرف التحرير وكانسان عن قرب، فقد كنت أعمل مع موسوعة تدب على اثنتين. كان حبيبي إنسانا قادرا على الاعتراف، دائماً يتحدث عن تجاربه كشيوعي مع الرفاق. كان قادراً على البكاء ويروي النكات بدون تزوير ولا تحايل على اللغة العربية. كان أخلاقيا في فكره وممارسته اليومية مما أخذته إلى نقاش ليس بالسهل. كان ناقداً ذاتياً في العمل اليومي والنقد الفكري واستطاع أن يكون قائداً شيوعياً محلياً وعالمياً. كان شغوفاً باللغة العربية منشغلاً دائماً في النصوص الأدبية والدينية والتاريخية، يحاول أن يطور اللغة ويستحدث مصطلحات وإنشاءات لغوية وأدبية نراها مثلا في المتشائل واخطية".
وقال: "أنا مدين لإميل حبيبي حيث أعطاني أسرار اللغة واستخدامها وتوظيفها شجعنا على التعمق باللغة العربية ويشرفني أن أكون من بين ممن عملوا في الاتحاد مع إميل حبيبي فهو قد أدهشنا بأدبه واستطاع أن يصف باللغة النفس الفلسطينية الباقية هنا ودخل إلى متاهتها الداخلية بإحكام".
هذا واختتمت الأمسية بعرض مسرحية أم الروبابيكيا -هند الباقية في وادي النسناس- من تأليف الأديب الراحل إميل حبيبي، وإخراج الفنان يوسف أبو وردة، وتمثيل الفنانة روضة سليمان، وإنتاج مسرح الميدان ومرافقة موسيقية من يوسف حبيش.

الثلاثاء 7/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع