قبل أن يقبر شارون فرصة التسوية

تحلّ، في هذه الأيام، ذكرى 38 عاما على حرب الخامس من حزيران 1967 العدوانية الإسرائيلية على الدول العربية المجاورة، الأردن ومصر وسوريا، واحتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء.
ما زال هذا الإحتلال يشكـّل مصدر التناقض الأساسي في البلاد والشرق الأوسط ككل، حيث يصرّ حكام إسرائيل على التنكـّر لمتطلبات السلام والأمن الحقيقيين في المنطقة والمتمثلة باحترام حقوق الشعوب العربية والإنصياع لقرارات الشرعية الدولية (181) و(242) و(338) و(194).
إن هذا الإحتلال هو سوسة بلاء المجتمع الإسرائيلي أيضا، فهو المستنقع الذي عليه تتغذى وتنمو الفاشية، ومنه تنبع مختلف ظواهر التطرف والعنف، وهو الذي يبرّر ويعمّق الفجوات الطبقية والانتقاص من الحقوق والحريات ويكرّس هيمنة قيم العسكرة والقوة ويجهض تطوّر قيم الدمقراطية والتقدم والمساواة.
أكدنا ونؤكد اليوم أيضا، إنه لا مخرج من الأزمات والآفات المستشرية في المجتمع الإسرائيلي دون الإقرار بعدم شرعية الإحتلال الإسرائيلي. وإنه لا سبيل لإحقاق أي تغيير جذري دون التراجع عن العقليات والسياسات العدوانية التوسعية التي تنتهجها حكومات إسرائيل المتعاقبة ضد الشعوب العربية عامةً وشعبنا العربي الفلسطيني على وجه الخصوص.
تحّل هذه الذكرى اليوم في ظل حكومة جنرال المجازر وجرائم الحرب أريئيل شارون، الذي يكشّر عن أنيابه الزرقاء المسنونة في وجه حقوق شعبنا الوطنية والتاريخية المشروعة. إن ما يسعى إليه شارون اليوم لا يختلف جوهريا عما سعى إليه قبل أكثر من عشرين عاما خلال حرب لبنان: تصفية القضية الفلسطينية وإمكانية التسوية العادلة، هذه المرة من خلال تكثيف مشاريع التهويد والاستيطان في القدس والضفة الغربية، تحت ستار "خطة الفصل".
لقد وضعت حكومة شارون نصب أعينها هدف قبر فرصة التسوية التي ما زالت سانحة، لكنها لن تبقى كذلك طويلا في ظل الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى فرض الأمر الواقع على أراضي الضفة الغربية من خلال جدار الضم الإحتلالي.
إننا في هذه المناسبة إذ نعود ونؤكد إن الشرط لإحقاق أي تقدّم في عملية السلام في الشرق الأوسط، هو انسحاب إسرائيل إلى حدود 4 حزيران 1967 وتراجعها عن مآربها التوسعية. إن حل الدولتين في حدود العام 1967 لا يجسد العدالة المطلقة، وإنما فرصة واقعية للتسوية والإنطلاق نحو مستقبل آخر مغاير يوضع فيه حدٌ للصراع الدموي الذي دفعت شعوب المنطقة ثمنه باهظا بحياة الآلاف من أبنائها.


"الإتـــحـــاد"

الجمعة 3/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع