ألطفولة للأطفال!

اليوم الاربعاء الاول من حزيران يصادف يوم الطفل العالمي. وبهذه المناسبة يجري جرد حساب، نشر الاحصائيات والدراسات عن حالة حياة الاطفال في العديد من البلدان وعالميا، كما يجري العديد من النشاطات السياسية والاجتماعية والثقافية الخاصة بالاطفال وحياة الاطفال.
والمعطيات الواقعية عن حالة الاطفال وظروف معيشتهم في ظل انظمة الاستغلال الرأسمالية ومنظومتها المعولمة امبرياليا تشير الى ان ملايين الملايين من الاطفال يعيشون في غربة عن عالم الطفولة، اطفال بلا طفولة، اطفال محرومون من بسمة الطفولة ومن سعادة الطفولة، اطفال يعانون من المعدات الخاوية، من الفقر والمجاعة وانتشار الامراض في ظل اوضاع همجية لا تستطيع توفير الادوية والعلاج اضافة الى عدم توفير رغيف الخبز وكأس الحليب. تفقز الدمعات من المآقي عند كل من تجري في شرايينه دماء الانسانية وهو يشاهد الصور المأساوية لاطفال عدد من الدول الافريقية، في الصومال والسودان واريتريا وغيرها، لاطفال في حالة "الجلدة والعظمة" والبطون المنتفخة من المرض وليس من التخمة.
فأنظمة لا توفر البسمة والسعادة لاطفالها فهي ليست فقط غير اهل للحياة، بل هي مجرمة بحق شعبها حاضرا ومستقبلا لأنها عمليا "تخصي" اجيال المستقبل وتغلق ابواب التقدم الحضاري في وجوههم.
والنظام القائم في بلادنا، بسياسة حكامه الممارسة، هو مجرم ليس فقط سياسيا بل اجتماعيا كذلك، هو مجرم بحق اوساط واسعة من الاطفال العرب واليهود، فأية بسمة فرح وسعادة ستتراقص على شفاه طفل معدم، وفي اسرائيل الاحتلال والتمييز والافقار كل طفل عربي ثان يعيش تحت خط الفقر وكل طفل يهودي رابع يعيش تحت خط الفقر!!
وللسنة الثامنة والثلاثين تأتي مناسبة يوم الطفل العالمي واطفال فلسطين في المناطق المحتلة ومنذ السبعة والستين يعيشون بلا طفولة كاخوانهم اطفال فلسطين ضحايا نكبة الثمانية والاربعين الذين يعيشون حياة المعاناة والمآسي في مخيمات شتات الغربة القسرية. فاطفال المناطق الفلسطينية المحتلة يواجهون الموت على ايدي هولاكو الاحتلال، فاكثر من ثلث عدد شهداء الانتفاضة هم من الاطفال من جيل الشهيد محمد الدرة، واصغر قليلا واكبر قليلا، في ظل الاحتلال تحولت العديد من المدارس الى ثكنات عسكرية حرم جند الاحتلال اطفال فلسطين من حق التعليم، في ظل الاحتلال اكثر من سبعين في المئة من اطفال فلسطين المحتلة يعانون من الفقر وسوء التغذية. ولن ينعم اطفال فلسطين بحياة الطفولة، بالبسمة والسعادة والاستقرار النفسي الا بعد زوال الاحتلال ودنسه الاستيطاني وتجسيد "شيطنة الطفولة" البريئة في ساحات مدن وقرى ومخيمات دولة فلسطين المستقلة. ولتكن رسالة كل صاحب ضمير انساني، بمناسبة يوم الطفل العالمي، الاسهام في المعركة الكفاحية والانسانية لتوفير الطفولة لاطفال فلسطين.
الأربعاء 1/6/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع