كلمة الاتحاد
حذار من جنون العظمة!

قبل أسابيع سئل وزير الخارجية سيلفان شالوم اذا ما كانت هناك نية اسرائيلية لضرب منشآت ايرانية يقال انها نووية، فكان ردّه: "بالطبع كلا". ولكن أحد ابرز الرؤوس العسكرية ومن شغل منصب مدير عام وزارة "الأمن"، الجنرال المتقاعد دافيد عبري، خرج بتصريحات مقلقة، على أقل تقدير.
فعلى الرغم من قوله ان هجومًا جويا على تلك المنشآت أو بعضها لن يقضي عليها، اعتبر في مقابلة مع وكالة "رويترز" إن تعطيل تقدم هذا البرنامج "يستحق المجازفة".. وزاد قائلا إن إسرائيل مازالت تملك "خدعا خفية" إذا قررت القيام بعمل عسكري، مشددًا على أن الهجوم على إيران "سيفاجئ الجميع".
لقد جاءت هذه التصريحات وسط عمليات متواصلة من التفاوض والجدل بين ايران وبين جهات دولية، في حين تؤكد طهران على سلمية مشروعها النووي. ومن هنا علامات السؤال الثقيلة على هذا التصعيد الكلامي الاسرائيلي، الذي لا يمكن القول انه يكشف نوايا مخفية! فقد سبق أن أسمع مسؤولون اسرائيليون، مختلف التهديدات المبطنة، واضحة الخطورة.
ويجب القول ان هذه ليست مجرد تهديدات "ثنائية" بين دولتين، بل انها تهديدات تطال منطقة برمتها - منطقتنا التي تحولت الى مسرح للحرب والاحتلال تعبث به الأيدي الملطخة!
لقد أكدنا دومًا على ضرورة تنظيف منطقتنا والعالم برمته من الأسلحة والمخاطر النووية. هذا موقف مبدئي ثابت، ومنه يُشتق تحذيرنا من أي سلوك طائش، أسماه الجنرال المذكور "مجازفة"، وبحق! فالنوايا الاسرائيلية ليست مدفوعة بحرص على بيئة نقية من اسلحة الدمار الشامل، بل من نزعة الاستقواء الاستعلائية التي تسعى من خلالها للابقاء على تفوقها العسكري، وعلى حصرية عضويتها في "ذلك النادي النووي"، كما تقول مصادر اجنبية..
ان منطقتنا التي لا تزال الحروب والاحتلالات تنهشها، بحاجة لتوجه جديد ونقي ينقيها من سفك الدماء ومصادرة حقوق وثروات الشعوب، وليس الى "مجازفات" جنرالات مزكومين برائحة البارود. كفى لجعل شعوب منطقتنا ضحايا يدفعون ثمن جنون العظمة من مختلف انواع المجانين!.
وآن الأوان ليقرر قباطنة دولة اسرائيل النزول عن "صهوة" بغل العمالة للامبريالية، واستبدال ذلك بالانسجام المتكافئ في هذه المنطقة، من خلال احترام حقوق وكرامة شعوبها. وعلى المجتمع الاسرائيلي ان يتيقظ ويصحو، ليخرج من دائرة سفك الدماء المغلقة، ومن حالة قاتلة يفرضها عليه سادته كالقدر المحتوم، فيما هو يواصل دفع ثمن جنونهم بدماء ابنائه!

(الاتحاد)

الثلاثاء 31/5/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع