رسالة شارون الى اللوبي الصهيوني

العلاقة الجدلية بين التحالف الثلاثي العدواني – اسرائيل الرسمية ممثلة بحكوماتها واللوبي الصهيوني – اليهودي في الولايات المتحدة الامريكية وادارة الامبريالية الامريكية – لها تاريخها الاسود الطويل في ارتكاب مختلف الجرائم ضد شعوب المنطقة وعالميا. فاللوبي الصهيوني الامريكي من مصلحته السياسية والاقتصادية ان تبقى اسرائيل الرسمية المخفر الاستراتيجي الاساسي في خدمة استراتيجية العدوان الامبريالية الامريكية في المنطقة، لان ذلك يعزز من مكانة هذا اللوبي في اطار الطغمة المالية الامريكية، وتستثمره كوسيلة لزيادة نفوذها في مؤسسات السلطة الامريكية، في الكونغرس والادارة الامريكية. واسرائيل الرسمية تستثمر نفوذ اللوبي الصهيوني الاقتصادي والسياسي والاعلامي للتأثير على صياغة القرار الامريكي المؤيد والداعم لاسرائيل العدوان. وامريكا معنية باسرائيل قوية عسكريا لخدمة اهدافها الاستراتيجية العدوانية ضد مصالح شعوب المنطقة.
وتتعزز هذه العلاقة الجدلية بين اطراف تحالف الشر الثلاثة في هذه المرحلة المصيرية من تصعيد العدوان الامبريالي الامريكي – الاسرائيلي ضد شعوب المنطقة والمتمثل باستراتيجية الهيمنة التي تنتهجها ادارة بوش لتدجين منطقة الشرق الاوسط في حظيرة خدمة المصالح الامريكية – الاسرائيلية والاحتكارات عابرة القارات ومتعددة الجنسيات. ولقاء شارون مع رجالات اللوبي الصهيوني اليهودي في "باروخ كوليدج" يندرج في اطار خدمة مشروع الهيمنة الامريكي – الاسرائيلي. فرسالة شارون الى الصهاينة الامريكيين هي دعم خطته للانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية، دعم خطة الفصل مع قطاع غزة كوسيلة لفصل الشعب الفلسطيني عن حقه الوطني المشروع بالدولة السيادية على كامل التراب المحتل منذ السبعة والستين. وبديماغوغيته السافرة لجأ شارون الى خلط الاوراق بتصوير وكأن القضية مع الشعب الفلسطيني هي قضية ديموغرافية وليست قضية صراع بين محتل وشعب اغتصب وطنه وحقه في الحرية والاستقلال الوطني. وشارون اوضح لحلفائه في اللوبي ان خطة الفصل تخدم اسرائيل ديموغرافيا وذلك بالتخلص من اكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة وشمال الضفة. بمعنى التخلص اكثر ما يمكن من  الفلسطينيين بهدف المحافظة على اكبر مساحة من ارضهم، والمقصود في الضفة الغربية وضمها الى اسرائيل!!
ان رسالتك هذه لاخوتك من صهاينة العدوان مرفوضة فلسطينيا ولن تكون ابدا الوسيلة لاخماد انفاس بؤرة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي وانجاز السلام والامن والاستقرار في المنطقة.
وسنوات الصراع الطويلة المخضبة بانهار من الدماء تؤكد انه لا مخرج من الدائرة الدموية الا بحل عادل ينصف الشعب الفلسطيني بانجاز حقه الشرعي بالدولة والقدس والعودة ويوفر للمنطقة السلام العادل والامن والاستقرار.

الثلاثاء 24/5/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع