"ألعمل" يغرق في مستنقع الفساد

منذ سنوات فقد حزب "العمل" مكانته ودوره كبديل سياسي لليكود في تسلم زمام السلطة. فسياسيا اصبح المتعهد الثانوي في خدمة وتسويق سياسة الليكود اليمينية الشارونية المعادية للتسوية السياسية العادلة للحق الفلسطيني الوطني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني، واقتصاديا اجتماعيا يسجد في خدمة السياسة النيوليبرالية المعادية لمصالح العاملين والفئات الاجتماعية المسحوقة والفقيرة والخادمة لمصالح "القطط السمان" من ارباب الرأسمال المحلي والاجنبي.
وقد وصل هذا الحزب بنهجه الممارس الى الدرك الاسفل بغرقه في مستنقع الفساد الآسن. ومن مظاهر هذا الفساد الذي يعكس مدى التفتت والتفسخ ما ينشر من فضائح سافرة ترافق عمليات التحضير للانتخابات التمهيدية (البرايميرز) لانتخاب رئيس للحزب يكون مرشحه للمنافسة على رئاسة الحكومة. فعلى رئاسة الحزب يتنافس مثل "الديوك الشيراوية" خمسة مرشحين، يعكسون في الواقع عودة المعسكرات والتكتلات الى داخل صفوف قادة وكوادر هذا الحزب. والانكى من ذلك ما يجري نشره من فضائح عن تزوير في عمليات الانتساب لهذا الحزب. ويبرز العفن في هذا المجال في طابع توجه المتنافسين الى المواطنين العرب، توجه مدلوله السياسي الاحتقار والاستهتار بموقف وعقل العربي، وكأن الساحة العربية سوق لبيع وشراء الضمائر، قطيع يمكن بالصفقات شراء الضمائر بالجملة، شراء العائلات بالجملة من خلال ديك منفوخ بالزعامة ومنتفع من ابنائها، او من خلال قريب او نسيب موعود بمصلحة ذاتية أنانية.
ان اكثر ما يحزّ في النفس ويثير القرف والاشمئزاز والاستنكار انه حسب ما ينشر من معطيات عن عدد المنتسبين العرب الجدد الى "حزب العمل"، ما ينشر من معطيات صحيحة ومزورة عن عدد المنتسبين العرب، فان حصة الاسد منها تدعم المجرمين بحق شعبنا وجماهيرنا من بين المتنافسين.
فهل يمتلك ذرة من الضمير الوطني العربي الانساني من ينتسب داعما بنيامين بن اليعزر الصقر اليميني الذي اجرم بحق شعب الانتفاضة عندما كان وزيرًا للحرب والعدوان في حكومة الاحتلال الشارونية ويشغل منصب الوزير الخادم في حكومة شارون – بيرس الحالية!! هل يملك ذرة من الضمير الوطني العربي الانساني من يوقع شهادة حسن سلوك وينتسب داعما لايهود براك الذي ارتكب في ظل حكمه المجزرة بحق جماهيرنا في هبة اكتوبر الفين والتي كان ضحيتها ثلاثة عشر من خيرة شبابنا ومئات الجرحى!!
اين هي الكرامة الانسانية والوطنية في الخضوع عند اقدام الجلادين، وعند من يتعامل مع العرب كأنهم قطيع مدجن في حظيرة من السهولة بمكان جرّه الى "المسلخ". فاصحوا يا اهلنا وسارعوا الى محو وصمة العار التي يحاول حزب "العمل" دمغكم بها. فشعب "يوم الارض" العريق بنضالاته العادلة دفاعا عن حقوقه العادلة لن يرضى ابدا بهوية المذلة والمهانة والخنوع.

الأحد 22/5/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع