مخول: المعركة على مكانة المرأة معركة على وجهة المجتمع كله!

شارك السكرتير العام للحزب الشيوعي النائب عصام مخول، كتلة الجبهة الدمقراطية والعربية للتغيير، في الجلسة الخاصة التي نظمتها الكنيست احتفاء بيوم الثامن من اذار، يوم المرأة العالمي. واعتبر مخول أن مشاركته وحده من بين اعضاء الكنيست الرجال ممثلا لكتلته في مناقشة الموضوع تنسجم مع الرؤية المتميزة تاريخيا للشيوعيات وللشيوعيين في قضية المرأة ومساواتها، ولمعاني الثامن من اّذار.
وقال: يخطئ من يتعامل مع يوم المرأة العالمي، وكأنه يوم لنضال المرأة وحدها دفاعا عن مكانتها ومساواتها. واضاف: ان المعركة على مكانة المرأة وحقوقها كما راّها الشيوعيون دائما، هي معركة على وجهة المجتمع كله ووجهه. وليس صدفة ان الاحتفال بيوم 8 اّذار ارتبط تاريخيا في هذه البلاد بالشيوعيات والشيوعيين الذين اثمر نضالهم في تحويل هذا اليوم الى يوم للجميع تحييه الكنيست بشكل رسمي.
وأعاد مخول ألى الاذهان ان القائد الشيوعي طيب الذكر توفيق زياد كان قد قدم اقتراح قانون في الكنيست الـ12 يقر يوم 8 اّذار عطلة رسمية للعاملات، وان الوقت قد حان لان يمر هذا القانون في الكنيست الحالية.
وقال مخول: ان جذور الثامن من اذار تمتد عميقا في المعارك الطبقية وفي سياق الصراع الطبقي– منذ الاضراب النسائي الاول لتحسين شروط العمل في نيويورك، 8 اذار 1857، الى المظاهرة النسائية الاولى في نيويورك في 8 اذار 1908، للمطالبة بالمساواة للعاملات وبحق التصويت.
واضاف مخول: من المثير للتساؤل، ان نشهد هذا الحماس الاجماعي ليوم المرأة ومساواتها ورفع مكانتها في خطابات الوزيرة ليفنات، والوزيرة السابقة ايتسيك، وممثلات شينوي والمفدال وميرتس، من على منصة الكنيست، في حين نشهد ميدانيا الاوضاع المأساوية التي تعاني منها المرأة الاسرائيلية، والتمييز غير المبرر اللاحق بها، وكأن احدا لا يتحمل المسؤولية عن هذه الاوضاع ، في ظل مجتمع "يؤنث" الفقر والبطالة والضائقة، ويعيد انتاج التمييز والاضطهاد من خلال الميزانية التي تدعمها احزاب الحكم التي تسارع الى الاحتفاء بيوم المرأة.
واضاف مخول – القضية الاساس تبقى ان الهدف الاستراتيجي لا يمكن ان يقتصر على تحسين وضع المراه في اطار البنية الاجتماعية القائمة، وانما في اطار المعركه لتغييرها تغييرا عميق، ا ليس بمقدوره ان يتم من دون رفع مكانة المراه ومساواة حقوقها.
وقال: ان اهمية الانجازات العينيه التي تحققها المراه في نضالها من اجل المساواة، تكمن في تراكمها في المعركه الكبيره لتحويل المجتمع الاسرائيلي الى مجتمع مساواة وعدالة وانسانية.واكد مخول ان كل محاوله لفك الارتباط بين المعركه على مكانة المراه وحقوقها، وبين النضال من اجل تغيير المجتمع ستجعل من التعامل مع قضية المراه تعاملا سطحيا وساذجا وتظاهريا فقط. واضاف: ان المعركه على مجتمع عادل ومتساو ودمقراطي اكثر، غير قابلة للتجزاة او الخصخصة.
فليس بمقدورك ان تكون داعية مساواة في قضية المراة وان تكون في الوقت ذاته متشنج شوفيني في القضية القومية وفي تعاملك مع الاقلية العربية او مع المراة الفلسطينية او العراقية وفي التمييز ضد طلاب من اصول شرقية في مدارس تل ابيب.
وانهى مخول قائلا: ان مكانة المراة مسالة جوهرية في لب الديمقراطية، فلا ديمقراطية بلا مساواة ولا مساواة دون ديمقراطية، وهذه معركة للنساء والرجال ولليهود وللعرب.
الخميس- ‏2003‏-03‏-12‏


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع