تصعيد اسرائيلي خطير

كما سبق وحذّرنا، تتصاعد في الآونة الأخيرة الاعتداءات الاحتلالية في مختلف المواقع في الاراضي الفلسطينية، وذلك بالتوازي مع الاقتراب من موعد تنفيذ خطة اريئيل شارون المسماة "فك الارتباط". (والتي شهدت إرجاء بتبريرات "دينية" أثارت استهجان حتى أولئك المعلقين الاسرائيليين غير "المتهمين" بعدم الانحياز لحكومة شارون).
آخر هذه الممارسات وأشدها عنفًُا كان أمس وتمثّل في "قيام طائرة استطلاع حربية إسرائيلية، بإطلاق صاروخ باتجاه تجمع للمواطنين في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجراحٍ مختلفة، وصفت حالته بالخطيرة"، كما نُقل عن مصادر فلسطينية.
هذا الاعتداء التصعيدي ليس وحيدًا، بل انه يندرج من حيث الممارسة في سلسلة من الخطوات أبرزها المضيّ في غيّ فرض الجدار المسمى كذبًا "أمنيًا"، وهو الذي يهدف الى نهب أوسع رقعة ممكنة من أراضي الضفة الغربية المحتلة لصالح الاستيطان. واليه يُضاف التصعيد المُعلن الذي يسعى لاعادة الوضع الى مربعات "محاربة الارهاب"، وهي العملية التي لم يتوقف عنها ساسة وجنرالات اسرائيل، وان كانت لهجتهم شهدت بعض التخفيف. وهنا يصحّ التذكير بالتسريبات العسكرية المنشورة في الصحف العبرية والتي "تتوقع" انفجارًا في الخريف القريب. فهذه ليست توقعات بقدر ما هي تخطيطات، ونحن نتهم بشدّة!
لقد اعتبرت القيادة الفلسطينية أمس في بيان رسمي، وبحق، أن "النوايا الإسرائيلية المُبيّتة بتنفيذ عمليات اغتيالٍ وتصفية، قد تحولت إلى عمل عدواني جديد، وأن مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية، تُشكّل خطورة عالية على الأمن والاستقرار". ولفتت الى ما سبق "أن حذرت منه وزارة الداخلية والأمن الوطني، بأن هناك جهات إسرائيلية تسعى لتصعيد الأمور واستدراج ردود فعل فلسطينية؛ لخدمة أهدافها في خلط الأوراق من جديد، بعد أن أثبت السلطة الوطنية قدرتها على الوفاء بالتزاماتهم.ودعا البيان "كافة الجهات الدولية ذات العلاقة لسرعة التدخل، ووقف المخطط الإسرائيلي بكل عدوانيته وأخطاره، التي تستهدف المنطقة برمتها، مطالباً في ذات الوقت القوى والفصائل، بعدم الانجرار إلى الشرك الإسرائيلي، وإبداء أعلى مستويات المسؤولية وضبط النفس".
وهنا لا بد من العودة الى التحذير مما بات صارخًا وسافرًا: فهذه الحكومة تقول صراحة أنها لم تلجأ الى "فك الارتباط" إلا لدرء ما تعتبره "التهديد" القادم من مبادرات عربية ودولية محتملة لتسوية شاملة. وكان هذا احد مستشاري شارون الأبرز (دوف فايسغلاس) الذي قالها صراحة، ان "فك الارتباط" من شأنه ادخال العملية السياسية الى مادة حفظ الجثث "الفورمالين"، وهو في الواقع كمن يقول ان الحكومة تسعى لرمي مستقبل الحياة المشتركة للشعبين، جثة هامدة. هذا هو النهج، وهذا هو المخطّط. وهو ما يجب إفشاله بكافة الوسائل السياسية، وبمنتهى المسؤولية والحكمة والحذر!

(الاتحاد)

الخميس 19/5/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع