يناغشون أوباش اليمين الداشرة

قام امس الاول، الاثنين، حوالي ثلاثة آلاف من قطعان اليمين المتطرف والفاشية العنصرية، من دعاة ارض اسرائيل الكبرى ومناهضي الانسحاب من قطاع غزة، باحتلال واغلاق اربعين مفرق طرق في منطقة الشمال، الامر الذي ادى الى تعطيل السير على شوارع رئيسية والى زحمة سير باصطفاف طوابير طويلة من السيارات "المعطل" سيرها!! لو ان جماهيرنا العربية قامت بمثل هذا العمل احتجاجا على جرائم ارتكبتها السلطة بحقها لامتلأت المستشفيات بالضحايا من الجرحى العرب ومن القتلى ايضا. لو ان العرب اغلقوا احتجاجا على ظلم سلطوي شارعا رئيسيا واحدا لجندت السلطة مختلف اذرعها القمعية من القوات الخاصة والمختارة المختصة في مجال القمع الهمجي، لجندت قوات من الجيش وحرس الحدود والشرطة "واليسام" – القوات الخاصة، اضافة الى فرق الخيّالة وغيرها. كلنا يذكر جيدا جريمة القمع السلطوي في "ام السحالي" هدموا البيوت واجرموا عدوانا بحق اهلها والمتضامين معهم، كلنا يذكر جيدا جريمة القمع السلطوي في المعركة على اراضي "الروحة" في وادي عارة وام الفحم، ولن ننسى ابدا مجزرة القمع السلطوي الدموي ضد جماهيرنا ابان مجزرة الاقصى وهبة اكتوبر التي حصدت ارواح ثلاثة عشر شابا من خيرة الشباب العربي وجرحت المئات من الناس المسالمين، الذين "تهمتهم" الوحيدة انهم مارسوا حقهم الدمقراطي بالتعبير عن موقفهم استنكارا لمجزرة المحتل ضد المدنيين من ابناء شعبهم الفلسطيني.
اوباش قطعان اليمين الداشرة اغلقوا اربعمائة مفترق للطرق الرئيسية وخرجوا "مع نشوة النصر"، فقوات الشرطة التي تواجدت في تلك الاماكن "كانت عاجزة" في مواجهة سوائب المتظاهرين ومنعهم من اغلاق الشوارع. و"يعترف" احد ضباط الشرطة بهذا العجز، حيث يدعي "مخطئ من يعتقد انه يمكن منع اغلاقات كهذه"!! لأ يا شيخ، قديمة والنبي!! لماذا يغيب مثل هذا الاعتقاد عندما يجري الحديث عن مواجهة العرب! فنحن لم نستغرب مناغشة الشرطة لايتام ارض اسرائيل الكبرى ومعاملتهم بأكف من حرير. فتصرف الشرطة يعكس موقف وسياسة حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية – البيرسية. فشارون يستثمر نشاطات ايتام ارض اسرائيل الكبرى من مناهضي الانسحاب من أي شبر ارض فلسطينية محتلة كوسيلة للضغط على القيادة الشرعية الفلسطينية لابتزاز تنازلات سياسية منها، ولتبرير سياسته الاجرامية بتنفيذ برنامجه الاستعماري لضم الكتل الاستيطانية القائمة في الضفة الغربية المحتلة الى اسرائيل، ولتقمص شخصية رجل السلام امام الرأي العام العالمي الذي "يواجه" قطعان اليمين والاستيطان المتطرفة!! سياسة مفضوحة أبعادها يا حكومة شارون.

الأربعاء 18/5/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع