قرار عنصري; نقطة!

قررت حكومة شارون-العمل، أمس الأحد، تمديد "أنظمة الطوارئ" سيئة الصيت، والتي بموجبها يمنع لم شمل عائلات عربية إذا كان أحد زوجيها مواطنا فلسطينيا، وذلك من خلال حرمان الزوج الفلسطيني من حق التجنـّس.
وبموجب قرار الحكومة الذي نال أغلبية ساحقة (بفضل أصوات معظم وزراء "العمل"!)، سيسمح بلم شمل فقط للعائلات التي فيها احد الزوجين فلسطينيا شرط ان يكون سن المرأة فوق 25 عاما والرجل فوق 35 عاما. وهذه الحالات تنطبق على أقل من ربع العائلات التي تطالب بلم الشمل.
لقد ثبت من النقاش الدائر، رسميا وإعلاميا، إن الدوافع الحقيقية لهذا القرار، ولـ"قانون المواطنة" من قبله، ليست "أمنية" كما كانت السلطات تزعم، خاصة حين نعرف أن نسبة طالبي لم الشمل الذين تتهمهم إسرائيل بالتورط في "عمليات عدائية" تقترب من الصفر.
فالمحور الأساسي في النقاش هو الهوس الدمغرافي الإسرائيلي، الذي بات أشبه بالبعبع الذي تبرر من خلاله وتمرر بذريعته مثل هذه السياسات/ التشريعات/ القرارات العنصرية التي تمزق العائلات وتحرم مئات الأزواج من حقهم الطبيعي في اختيار شركاء حياتهم وتأسيس عائلات، وتحرم آلاف الأطفال الأبرياء من حقهم الطبيعي في أن تكون لهم عائلة، أب وأم وأخوة.
إن الأجواء الفاشية التي ينتجها الإحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 38 عاما، ويعززها العدوان الاحتلالي المفتوح منذ قرابة 5 سنوات، هذه الأجواء الخطيرة تكشف هشاشة الدمقراطية الإسرائيلية المزعومة. وتؤكد التناقض الحتمي بين شقي تعريف هذه الدولة "اليهودية والدمقراطية".
من جهة أخرى، يتوجب علينا – أحزابا وحركات سياسية ومؤسسات ومراكز مهنية وحقوقية – أن نقف للحظة مع أنفسنا، لنراجع أداءنا إزاء هذه القضية. وقد تنسحب هذه المراجعة على قضايا ونضالات أخرى. فحالة الجزر الشعبي التي نشهدها خلـّفت فراغا كبيرا ليس بمقدور المؤسسات والمراكز المختلفة أن تملأه. وهذا ليس واجبها أصلا. كما أن عمل هذه المؤسسات يجب ألا يقتصر على الآليات القضائية-القانونية فقط بل يجب أن يتعدّاها الى آليات أكثر شمولية، من حيث الآليات المستخدمة ومن حيث نطاق المواجهة.
المعركة لم تنته; والمطلوب اليوم هو إعادة ترتيب أوراقنا، برلمانيا ومؤسساتيا، والأهم من هذا كله: شعبيا! ومن هنا ندعو الأحزاب والحركات السياسية والمؤسسات والمراكز الحقوقية، الى امتشاق أساليب نضالية جديدة ضد هذه السياسة العنصرية. وندعو الجماهير العربية الفلسطينية وحلفاءها من القوى التقدمية اليهودية إلى اليقظة وتصعيد المعركة ضد خطر الفاشية الذي – إذا لم تتم مواجهته – قد يأتي على الأخضر واليابس.

"الإتــحــاد"

الأثنين 16/5/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع