وتبقى "الاتحاد" زيتونة الوطن

العواصف والهزات والنكبة التي عصفت بالشعب العربي الفلسطيني لم تستطع قلع جذور الزيتونة المباركة، رمز العلاقة الجدلية العضوية التي تربطها بالوطن وبالحق الوطني الشرعي للشعب المشرد قسرا في هذا الوطن. و "الاتحاد" كانت وستبقى دائما جذرا قويا راسخا من جذور هذه الزيتونة وغصنها دائم الخضرة والعطاء المثمر.
مع غروب شمس يوم غد، الرابع عشر من شهر ايار تضيء "الاتحاد" الشمعة الثانية والستين من عمر شبابها المتجدد دائما. والسر في مواصلة "الاتحاد" اداء رسالتها خلال واحد وستين عاما، بينما العديد من صحف البلاط الصهيونية الناطقة صهيونيا بالعربي سريعا ما جرفتها الرياح واختفت الى الابد من الوجود، يعود الى امرين اساسيين، الاول، ان "الاتحاد" كانت طيلة كل السنوات الطويلة الماضية امينة وصادقة في التعبير عن هويتها الفكرية – السياسية – الاجتماعية كصحيفة ثورية تقدمية مقاتلة ملتزمة طبقيا وامميا وطنيا تدافع عن مصالح وقضايا الطبقة العاملة وجميع المظلومين من الفئات الاجتماعية في ظل نظام الاستغلال والتمييز الطبقي والقومي والجنسي.
"الاتحاد" كانت ولا تزال امينة لمنهجها ونهجها كصحيفة تقدمية مناضلة لانجاز الحق الفلسطيني المشروع بالدولة والقدس والعودة كأساس لا بد منه لانهاء الصراع الاسرائيلي – العربي وبناء جسور السلام العادل، الشامل والثابت، ولضمان الامن والاستقرار لجميع شعوب وبلدان المنطقة. "الاتحاد" كانت ولا تزال امينة لمواقفها المبدئية في الدفاع عن حق الاقلية القومية العربية الفلسطينية، حق المواطنين العرب في اسرائيل بالمساواة القومية والمدنية وبحق المواطنة الكاملة ومواجهة مختلف اشكال التمييز القومي والعنصري السلطوي في شتى مجالات التطور والحياة.
والثاني، انه ما كان للاتحاد احتمال مواصلة دربها الكفاحي المشرّف والطويل لولا استرشادها بالفكر الثوري والعلمي الملتزم، بالفكر الماركسي- اللينيني – وبالسياسة المنهجية للحزب الشيوعي في بلادنا والذي اثبتت وتثبت السنوات والايام مصداقية مواقفه السياسية والاجتماعية من مختلف القضايا الاساسية والمفصلية.
مع اضاءة الشمعة الثانية والستين من عمر "الاتحاد" المتجدد نتوجه بأحر التحيات الى كوادر الحزب والشبيبة الشيوعية والى كل الجبهويين والموزعين الذين يوصلون كلمة الحق والعدل والنور، "الاتحاد" الى البيوت في مدننا وقرانا العربية، والى العاملين في اصدار "الاتحاد" الى النور. كما نتوجه بهذه المناسبة العزيزة الى كل الخيّرين في شعبنا مناشدين اياهم بدعم "الاتحاد" للاسهام معا في صيانة وتطوير هذا الصرح الحضاري العريق لشعبنا. كما نتوجه الى الكتّاب، الى الادباء والمثقفين والعاملين مؤكدين ان "الاتحاد" اتحادكم، تفتح ذراعيها دائما لاحتضان ابداعاتكم الوطنية التقدمية. وكل عام و"الاتحاد" والجميع بألف خير.
الجمعة 13/5/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع