الى هوشة والكساير يا جماهير !

غدا الخميس تحتفل اسرائيل بالذكرى السنوية الـ 57 لقيامها واستقلالها. ولا يمكن لاي انسان يناصر الحق والعدل الانسانيين ان يبتهج بهذه المناسبة، خاصة وان هذا الاستقلال مربوط بشعب آخر، الشعب العربي الفلسطيني الذي حرم من حقه الوطني والشرعي بالاستقلال الوطني واقامة دولته المستقلة حسب قرارات الشرعية الدولية، قرارات الامم المتحدة باقامة دولتين على ارض فلسطين التاريخية، دولة اسرائيل ودولة فلسطين العربية. وتحتفل اسرائيل بالاستقلال في وقت لا يزال فيه الشعب العربي الفلسطيني يعاني من الدماء النازفة من جروح النكبة، هذه النكبة الذي نجح من خلالها تحالف التآمر الدنس، الصهيونية والامبريالية وتواطؤ الانظمة الرجعية العربية، في اغتصاب الحق الفلسطيني في الوطن وتحويل الشعب الفلسطيني الى لاجئين في المخيمات والمنافي القسرية خارج حدود وطنهم، والى ضحايا جرائم الاحتلال الاستيطاني في المناطق المحتلة منذ السبعة والستين، والى مهجرين وضحايا سياسة القهر القومي والتمييز العنصري الممارسة سلطويا داخل حدود الوطن المستباح في اسرائيل.
كما ان أي انسان يناصر الحق والعدل الانسانيين لا يمكن ان يبتهج باستقلال كهذا في دولة ولّدت سياسة حكامها المنتهجة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا المآسي والكوارث الاجتماعية للاوساط الواسعة من الجماهير الشعبية العربية واليهودية.
فسياسة العدوان والاحتلال والانخراط والمشاركة في اطار التحالف الاستراتيجي الامبريالي، خاصة مع الامبريالية الامريكية قد خلفت مظاهر الفقر المزمن واسع الانتشار والبطالة الواسعة وانتشار مختلف اشكال الاجرام المنظم والعنف والاجرام غير المنظم وتصاعد المد الفاشي العنصري الذي تهدد انيابه الصفراء بافتراس مظاهر الدمقراطية القائمة في اسرائيل.
وفي مناسبة الاستقلال الاسرائيلي والنكبة الفلسطينية فان رسالتنا تتضمن امرين اساسيين، الاول، مناشدة جميع قوى الخير والسلام والدمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، اليهودية والعربية، لتصعيد كفاحها السياسي – الجماهيري ضد سياسة العدوان والاحتلال والتمييز والافقار الحكومية. تصعيد كفاحها لانجاز الحق الوطني الشرعي الفلسطيني بالحرية والاستقلال الوطني، بحقه في الدولة والقدس والعودة. فاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب اسرائيل هي ليست مصلحة فلسطينية فقط، بل هي مصلحة اسرائيلية ايضا، اقامتها تخدم المصالح الحقيقية لكلا الشعبين، فلا امن ولا استقرار لاي طرف وحتى في كل المنطقة بدون انجاز حق الاستقلال الوطني الفلسطيني. والثاني، انه لا سلام ولا امن ولا استقرار بدون الاقرار بحق العودة للاجئين والمهجرين وايجاد الحل العادل لهذه القضية والثابتة الوطنية والانسانية غير القابلة للتصرف.
 وكما هي العادة في السنوات السبع الماضية تنظم جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في اسرائيل، مسيرة العودة الثامنة، وهذه المرة الى قريتي هوشة والكساير المهجرتين بمشاركة المهجرين من ابناء القرى المنكوبة والمهدومة في سنة النكبة وانصار حق المهجرين بالعودة من بين الجماهير العربية والقوى الدمقراطية التقدمية اليهودية.
وفي هذا الظرف المصيري التي تمر به القضية الفلسطينية، المخطط التآمري الاسرائيلي – الامريكي للانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية، وخاصة التنكر لحق العودة، فانه من الاهمية بمكان المشاركة الواسعة في مسيرة العودة الى هوشة والكساير فالى هوشة والكساير يا اوسع الجماهير.

الأربعاء 11/5/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع