يُجرمون بحق المعلمين!

ما ان انتهى عيد الفصح اليهودي حتى اشهرت وزيرة المعارف، ليمور ليفنات، السلاح السلطوي في وجه جمهور المعلمين. فقد اعلنت ان وزارتها تبلور لائحة باسماء اربعة آلاف وخمسمائة معلم ومعلمة لطردهم من سلك التعليم وقذفهم الى سوق البطالة. وان الدافع المعلن للانقضاض على الضحية هو تقليص حكومة شارون – نتنياهو – بيرس لميزانية وزارة المعارف بمقدار سبعمائة مليون شاقل!
لقد كان ولا يزال التهديد بالفصل ومصادرة لقمة العيش واستغلال البطالة الواسعة المستشرية في الاقتصاد احد الوسائل التي تستخدمها وتلجأ اليها حكومة القهر الطبقي لابتزاز تنازلات من النقابات المهنية ولإضعاف النضال العمالي دفاعا عن حقوق العاملين. ولجوء ليمور ليفنات الى امتشاق سلاح الفصل الجماعي للمعلمين هدفه المركزي كسر موقف نقابة المعلمين وتركيعها عند اقدام املاءاتها فيما يتعلق بتوصيات لجنة دوفرات. فالمفاوضات بين وزارة المعارف ونقابة المعلمين اوقفت بعد ان وصلت الى الباب الموصود: فالنقابة تعارض ولا تقبل العديد من بنود لجنة دوفرات ومنها الشرط الاملائي الذي تضعه وزارة المعارف وهو تسريح الفي معلم من الذين خدموا في سلك التعليم لا يقل عن عشر سنوات خدمة الى التقاعد المبكر، وحرمان من لم يمض عشر سنوات في الخدمة من التقاعد المبكر. والنقابة تطالب بشطب هذا الشرط التمييزي.
لقد صدق ممثلو نقابات المعلمين المختلفة في تقييمهم بان وزارة المعارف تحاول عن طريق الضغط عليهم بواسطة الفصل الجماعي للمعلمين ابتزاز موافقتهم على اصلاح دوفرات، بجميع بنوده، فالوزيرة تحاول كسر موقف نقابات المعلمين بمختلف الوسائل، فرئيس نقابة المعلمين فوق الابتدائية، ران ايرز، يؤكد بان وزارة المعارف تهدد بليّ ذراع نقابة المعلمين حتى تقبل بتوصيات لجنة دوفرات، وهذه اهانة، فوزارة المعارف لا تقدم لنا حسنة عندما تقترح بامكانية تسريح الفي معلم لانه حسب قانون التقاعد فان كل موظف دولة يجري تسريحه من العمل وهو في سن فوق الاربعين عاما وله اقدمية عشر سنوات في العمل فانه يخرج الى التقاعد المبكر اوتوماتيكيا. ولهذا يشترط سكرتير عام نقابة المعلمين، يوسي فسرمان انه اذا وافقت وزارة المعارف على ادراج المعلمين الذين تنطبق عليهم شروط قانون التقاعد المبكر، فان النقابة مستعدة لاستئناف المفاوضات مع المعارف، هذا وتؤكد نقابات المعلمين انه اذا نفذت وزارة المعارف تهديدها بفصل اربعة آلاف وخمسمائة معلم ومعلمة فانها بذلك تغلق باب التفاوض مع النقابات.
وبرأينا فانه لا يكفي التهديد بعدم استئناف المفاوضات مع وزارة المعارف، بل شن معركة تضامنية مع المعلمين لافشال مخطط الوزارة الاجرامي لطرد آلاف المعلمين وفقا لتقرير لجنة دوفرات الاجرامي.

الأثنين 2/5/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع