كلمة الاتحاد
فليتفضّل سيلفان شالوم!

فليتفضّل وزير الخارجية سيلفان شالوم ومَن فوقه وتحته في الحكومة، لمواجهة الانسحاب السوري من لبنان. فقد تشدّق وتبجّح وعمل ساعات اضافية مؤخرًا، ليطالب بتطبيق القرار 1559 الذي نص على ذلك الانسحاب. والآن، مع عدم الخوض في هذا القرار المطبوخ على الطريقة الأمريكية، فإن كل عاقل يجب ان يقول للوزير شالوم وصحبه: حسب منطقكم، الآن الدور عليكم!
ويقال هذا مع التمييز الواضح والحاد بين الحالتين، فالجيش السوري مكث في لبنان ضمن اتفاق ما بين البلدين، مع عدم تجاهل الانتقادات للأمر. أما الحالة الاسرائيلية فهي مختلفة تماما، انها وضعية احتلال عسكري تنتهك تحته كل حقوق الانسان الأساس لبنات وابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقطاع المحتلين، وابناء الشعب السوري في الجولان المحتل.
لقد شطّت الحكومة الاسرائيلية ونطّت وهي تطالب بتطبيق القرار الدولي 1559. فهلاّ تفضلت هي بتطبيق ما يطالها من قرارات لإنهاء احتلالها الاجرامي، أصل الشرور في منطقتنا! هذا هو الأمر الأبسط المطلوب، والذي لا يحتاج الى فذلكات ولا تسويفات. ولكن بالطبع، فإن ما دفع الحكومة الاسرائيلية، خادمة مصالح النظام الأمريكي العولمي، الى تكرار المطالبة بتطبيق القرار المذكور هو ليس انضباطها والتزامها واحترامها للقرارات الدولية. كلا، بالمرّة! بل انه رغبتها في ضرب القيادة السورية وابتزازها في محاولة لإخضاعها لنهم التوسّع ومنطق الإملاء الإسرائيلي-الأمريكي.
ولن يكون من المبالغة الافتراض ان هذا المحور الاحتلالي ربما توهّم بـ "فرصة" اعادة اشعال الاقتتال اللبناني اللبناني. وهو أمر لا يزال اللبنانيون جميعا رغم نقاشاتهم واختلافاتهم يثبتون انهم واعون لمخاطره، وكلنا أمل أن يظلوا متيقظين.
الآن، وبعد الإشادة بقرار دمشق وتطبيقه من خلال استكمال الانسحاب التام من لبنان امس، وبعد مناشدة البلدين تجسيد تصريحاتهما التي أكدت وجوب تعزيز علاقة الجيرة والتكافؤ بينهما – يجب توجيه كل الاضواء الى "سوس البلاء". وهو سوس اسرائيلي امريكي محض!
فما يُشعل منطقتنا ويمنع الحريات والحقوق عن شعوبها، هو مواصلة المشروع الامريكي المتجسد اليوم باحتلال العراق، ومثله المشروع الاسرائيلي الاحتلالي للاراضي العربية. فهو وضع يتم فيه انتهاك كافة الحدود والمعايير والقرارات الدولية، وتعميق شعور العداء والكراهية، وحماية انظمة عربية دكتاتورية فاسدة تصادر حقوق شعوبها باسم "الدفاع عن فلسطين"، وهو دور لم تساهم فيه تلك الانظمة الا سلبيًا!
لذلك، الآن بالذات، يجب تحريك كل الممارسات والضغوط من أجل صدّ الدور الامريكي-الاسرائيلي في المنطقة. وهو أمر لن يكون مستحيلا لو تحلت القيادات العربية بالجرأة تجاه "البيت الأبيض" وبالمسؤولية تجاه شعوبها.
أخيرًا نؤكد: حسنًا فعلت دمشق انها نزعت فتيل قنبلة أراد أوباش العصر ضربها بها، وقوّضت ولو بشكل أولي بعض خيوط مخطط تآمري، هو الصيغة المطابقة لما رأيناه ولا نزال في العراق.

(الإتحاد)

الأربعاء 27/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع