مبادرة للحوار الدمقراطي
دالة ايجابية

ورد "الاتحاد" خبرا ارسله مراسلها في الشمال عن ندوة سياسية بادر فرعا الحزب الشيوعي والجبهة في ابوسنان وكفرياسيف لعقدها في "نادي الصداقة" بكفرياسيف بمشاركة ممثلين عن تيارات سياسية مختلفة، النائب عصام مخول عن الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية، النائب عبد المالك دهامشة من الحركة الاسلامية عن القائمة العربية الموحدة والنائب جمال زحالقة عن التجمع. وكان موضوع الندوة "الاوضاع السياسية والاجتماعية في ظل الميزانية الجديدة للعام الفين وخمسة".

وما نود تأكيده ان مثل هذه الظاهرة بعقد ندوات سياسية بمشاركة مختلف الوان طيف التعددية الحزبية السياسية تتكرر على منابر العديد من مدننا وقرانا العربية. وبرأينا ان هذه الظاهرة دالة ايجابية على الحلبة السياسية للاقلية القومية الفلسطينية في اسرائيل وايجابيتها تتجسد في حقيقة انها تعكس نضجا ووعيا سياسيا لاهمية المنهج الدمقراطي في صياغة العلاقة بين القوى السياسية الناشطة على الساحة السياسية- الجماهيرية. فالتعددية السياسية، والاقرار بهذا الواقع يعني الاقرار بواقع وحقيقة ان التشكيلة السياسية ليست مجبولة من طينة واحدة، بل لكل تيار هوية الفكرية والسياسية والاجتماعية المختلفة عن الآخر، لكل منها منهجه المختلف وبناء على ذلك وما ينتج عن ذلك عدم انسجام المواقف تماما من مختلف القضايا السياسية والاجتماعية.

ويبقى السؤال المنطقي والمركزي الهام، ما هي الوسيلة الافضل التي تخدم المصالح الحقيقية للجماهير الواسعة، لبناء العلاقات بين المختلفين، على اية قواعد يجري التعامل بين المختلفين فكريا واساسيا؟

برأينا ان نهج الحوار الدمقراطي الحضاري بعيدا عن الشوشرة والتجريح الشخصي، مناقشة الموقف بالموقف، الحجة بالحجة، وترك اصدار الحكم على أي من المواقف والتيارات السياسية اكثر مصداقية لرأي الجماهير ولوقائع التطور للحياة العملية ومعطياتها التي تعتبر المحك الاساسي للكشف عن مدى مصداقية وبطلان هذا الموقف او ذاك.

فمن خلال الحوار الدمقراطي يمكن الاستفادة في مجالين غاية في الاهمية، الاول، انه من خلال الحوار يمكن تطوير الذات لدى مختلف التيارات السياسية، تطوير آليات النقد والنقد الذاتي البناء التي تعتبر الدينامو للتطور والمجال الثاني انه من خلال الحوار الدمقراطي وفرز حقيقة المواقف يمكن وضع الاصبع على القواسم المشتركة لمختلف التيارات المختلفة. ونحن الاقلية القومية العربية الفلسطينية لا نعيش في بحبوحة في ظل سياسة القهر القومي والتمييز العنصري الممارسة بشكل منهجي ضدنا. فهذه السياسة المجرمة تستدعي موضوعيا التفتيش عن المشترك بين القوى السياسية المختلفة لصقل اوسع وحدة صف كفاحية ولا نعني بذلك ابدا وحدة صف "كرسيلوجية" كقائمة عربية برلمانية واحدة، بل نعني صقل وتحسين آليات كفاح لجنة المتابعة للجماهير العربية في اسرائيل واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية. اما الكفاح العام من اجل السلام والدمقراطية والمساواة والتقدم الاجتماعي فنستدعي اوسع وحدة صف كفاحية يهودية عربية، عربية يهودية ومباركة كل مبادرة للحوار الدمقراطي بين المختلفين.
الأثنين 25/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع