كلمة الاتحاد
لا مهرب من القضية المحورية والجوهرية

كما كان متوقعا فان الاتجاه اصبح واضحا بان تؤجل حكومة شارون- بيرس- موفاز عملية البدء باعادة الانتشار الى الخامس عشر من شهر آب بدلا من العشرين من شهر تموز وبحجة "احترام شعور" المستوطنين في ذكرى خراب الهيكل الثاني ( في التاسع من آب حسب الرواية الدينية اليهودية)!! ولا ندرك اية حجة اخرى ستلجأ اليها حكومة الاحتلال الاستيطانية الشارونية للمراوغة والتأجيل والدوس على الالتزامات والمواعيد، خاصة وانه حتى منتصف شهر تشرين الاول القادم يصادف العديد من الاعياد اليهودية، هذا عوضا عن مبررات اخرى قد يلجأ اليها المحتل الغاصب. وما يجب ان يثير الانتباه والقلق من نوايا المحتل الخبيثة انه يبني استراتيجيته وتكتيكه على ساحة التعامل مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية من خلال التجاهل المقصود والمتعمد لجوهر الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني، وكأن جوهر الصراع ليس بين محتل يغتصب ارض الغير وحريته وسيادته وبين ضحيته، الشعب المغلوب على امره. يحاول تصوير وتسويق الصراع وكأنه نزاع اقليمي على حدود وارض متنازع عليها تارة، وتارة اخرى وكأنه صراع بين ارهابيين فلسطينيين وبين حماية وصيانه الامن الاسرائيلي. وهذا ما شهدته امس ساحة اللقاءات الاسرائيلية- الفلسطينية وعكسته مواضيع الابحاث والمحادثات بينهم.
لقاء رئيس الحكومة الفلسطينية، احمد قريع (ابو العلاء)، مع نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية، شمعون بيرس، تمخض عنه برمجة بدء محادثات طواقم مهنية من الطرفين بهدف التنسيق الاقتصادي لخطة الفصل الشارونية مع قطاع غزة. وماذا عن التنسيق السياسي لوقف العربدة الاستيطانية الجديدة ولاستئناف العملية السياسية!! شمعون بيرس بديماغوغيته المعهودة يخلط الاوراق رأسا على عقب، فهو يدعي في لقائه مع رئيس الحكومة الفلسطينية "ان السلام الاقتصادي يجلب السلام السياسي"!! انه منطق استعماري اعوج، فهل يمكن بناء علاقات اقتصادية ندية في ظل غياب تسوية سياسية، سلام سياسي، والعكس هو الصحيح يا حاخام المضللين.
كما كان من المفروض ان يلتقي امس دوف فايسغلاس، المستشار السياسي لارئيل شارن مع كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، وكذلك لقاء وزير الامن الاسرائيلي، شاؤول موفاز، مع الوزير الفلسطيني محمد دحلان للتنسيق في القضايا الامنية المتعلقة بخطة اعادة الانتشار الاسرائيلي في قطاع غزة.
لسنا ابدا ضد مختلف اشكال التنسيق والمحادثات الاسرائيلية- الفلسطينية التي هدفها خلق اجواء صحية تساعد على دفع العملية باتجاه التسوية السياسية. تنسيق يرتبط عضويا من حيث مدلولاته بجوهر القضية المحورية، قضية ازالة الاحتلال عن جميع المناطق المحتلة في السبعة والستين واقرار الحق الوطني للشعب الفلسطيني بالحرية والدولة والقدس والعودة. ولا مهرب من هذه القضية الجوهرية الاساسية لانجاز التسوية العادلة التي تضمن الامن والاستقرار والندية في العلاقات الاسرائيلية- الفلسطينية.
الجمعة 22/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع