كلمة الاتحاد
خطة الافقار الحكومية

نشرت وسائل الاعلام أمس الاربعاء، بعض المعطيات من التقرير السنوي عن حالة الفقر في اسرائيل الذي أصدرته مؤسسة التأمين الوطني، التي تعتبر مؤسسة حكومية رسمية. وهذا البعض يكفي ليعكس الحالة الاجتماعية المأساوية التي تعاني منها الفئات الاجتماعية المسحوقة في ظل السياسة النيوليبرالية التي تمارسها حكومة شارون- نتنياهو منذ ثلاث سنوات تحت مظلة ما يطلق عليها اسم "الخطة الاقتصادية". فمعطيات التقرير تنسف ادعاءات نتنياهو التضليلية المتكررة بأن هدف الخطة انجاز التنمية الاقتصادية. فالحصيلة الأساسية لهذه الخطة كانت زيادة ثراء الاغنياء على حساب زيادة افقار الفقراء.
فالاصلاح الضرائبي الذي انتهجته حكومة شارون- نتنياهو كوسيلة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وذلك من خلال تخفيض العبء الضرائبي، خاصة عبء ضريبة الدخل بمقدار 9 مليارات شاقل حتى العام 2006!! وماذا كانت النتيجة؟
فمن جراء تخفيض عبء ضريبة الدخل، ربح أرباب الرأسمال في العُشر الأعلى من سلم المداخيل مبلغ 5 مليارات شاقل والعُشرين التاسع والثامن، مليارين ونصف المليار شاقل، بينما القابعون في الدرجات الدنيا من سلم المداخيل لم يربحوا شيئا لأن مستوى دخلهم المنخفض غير خاضع للدرجة الدنيا من سلم ضريبة الدخل، ولا يدفعون الضريبة أصلا. مقابل ذلك، وفي نفس الفترة، خلال السنوات الثلاث الماضية من 2001 حتى 2004 ووفقا لخطة التقليصات في مخصصات التأمين الوطني التي انتهجتها حكومة الكوارث اليمينية فقد انخفضت هذه المخصصات بما مقداره أربعة مليارات شاقل. أي ان الحكومة "عوّضت" ما قدمته من أرباح اضافية بمقدار خمسة مليارات شاقل لأرباب الرأسمال من جيوب ولقمة معيشة المحتاجين والفقراء من ذوي مخصصات التأمين الوطني الهزيلة. فخلال فترة السنوات الثلاث المذكورة، انخفضت مخصصات الاطفال بنسبة 40% ومخصصات البطالة بنسبة 43%. ولهذا فإن زيادة أرباح الأغنياء وتخفيض مداخيل ذوي المخصصات قد زاد من اتساع فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء في المجتمع الاسرائيلي وأبعده أكثر عن جدران العدالة الاجتماعية. ففي السنة الماضية لوحدها، ونتيجة للسياسة النيوليبرالية الحكومية زاد عدد الفقراء بـ 100 ألف فقير جديد، وبلغ عدد من يعيشون تحت خط الفقر من العاملين 526 ألف فقير، حسب ما أورده تقرير مؤسسة التأمين الوطني.
واسرائيل اليوم، في ظل السياسة الاجرامية المنتهجة اقتصاديا وسياسيا، تتبوأ المكانة الأولى في نسبة الفقر من عدد سكان الدولة، بين البلدان الصناعية المتطورة الأوروبية وغيرها، دون منافس. فخطة نتنياهو من حيث مدلولها الاجتماعي هي خطة افقار للمحتاجين واغناء للأثرياء، وهي جزء عضوي من السياسة الحكومية المنهجية، سياسة الاحتلال والعدوان والافقار، سياسة تستدعي النضال ضدها.
الخميس 21/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع