كلمة الاتحاد
ماذا وراء التأجيل والجرجرة؟

بناء على طلب من رئيس الحكومة اريئيل شارون سيجتمع مجلس الوزراء لاقرار تأجيل اخلاء المستوطنات من الدخلاء المستوطنين لمدة ثلاثة اسابيع حسب الوقت المحدد في خطة اعادة الانتشار الشارونية في قطاع غزة!! والحجة التي يلجأ اليها شارون لتبرير التأجيل هي المناسبة اليهودية المعروفة بـ "التاسع من آب"!!
بصراحة لم نفاجأ بلجوء شارون الى المراوغة للدوس على التزامات تعهد بتنفيذها، فمرارا حذرنا من سياسة المماطلة والجرجرة التي تمارسها حكومة الاحتلال والاستيطان للتهرب من القيام بتعهداتها، لم نثق بشارون وبسياسته يوما، وتوجسنا شرا من العديد من تصريحاته ومن اقواله عشية سفره للقاء حليفه في العدوان الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش. فقد كرر شارون تصريحين اساسيين يعكسان المدلول السياسي لما يستهدفه في نهاية المطاف. كرر اكثر من مرة ورددت وسائل اعلامه وراءه ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) "لا يسوّق البضاعة المطلوبة منه بتفكيك بنية الارهاب وحل منظمات الارهاب الفلسطيني"!! كرر شارون مرارا ورددت وراءه وسائل التضليل والاعلام المجندة سلطويا انه لن يدخل في اية محادثات او مفاوضات سياسية مع الطرف الفلسطيني ما دام الطرف الفلسطيني "لم ينفذ التزاماته الامنية"!!
اكدنا في حينه، ونعود لنؤكد اليوم، ان شارون خطط ويخطط بشكل منهجي لاستغلال ما تبجح به في تصريحيه بشكل تضليلي لتبرير يمتشقه متى اراد، وفي أي وقت يشاء، للتهرب من تنفيذ أي التزام، ولعدم تجاوز "الخانة الامنية" في العلاقة مع الشعب الفلسطيني وقيادته وقضيته العادلة، وعرقلة اي مجهود ومبادرات للانتقال الى الخانة السياسية لتجسيد حتى خطط وافقت عليها حكومة شارون لفظيا مثل خطة خارطة الطريق. حذرنا ونحذر اليوم من استفزازات عدوانية مبرمجة يمارسها المحتل وجنده وعصابات مستوطنيه الفاشية العنصرية ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة لاستدراج رد فعل فلسطيني عنيف تستغله حكومة الاحتلال والاستيطان والجرائم الشارونية- البيرسية للمماطلة والجرجرة وتأجيل وحتى دفن كل الخطط المطروحة للتسوية، وحتى خطة الفصل من طرف واحد مع قطاع غزة ومعها بالطبع خطة خارطة الطريق.
ان طلب شارون تأجيل اخلاء المستوطنين ثلاثة اسابيع يندرج في اطار المراوغة بهدف الضغط على القيادة الفلسطينية لابتزاز تنازلات سياسية وفي مقدمتها ابتزاز موافقتها على "الحل الدائم" المسخ باقامة "دولة فلسطينية مؤقتة" مقطعة الاوصال كما رسمها شارون وبوش، دولة بدون كتل الاستيطان الكولونيالية التي سيغتصبها ويضمها المحتل الى اسرائيل، وبدون حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ان مسؤولية المجتمع الدولي، هيئة الشرعية الدولية ومجموعة الاربع (الكوارتيت) كبح جماح مراوغة المحتل والزامه التقيد بالالتزامات وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالحق الفلسطيني المشروع.
الثلاثاء 19/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع