هذه سمسرة سياسية يا بنيامين نتنياهو!

لا يترك وزير المالية، بنيامين نتنياهو، أي مناسبة تفوته، الا وينتهزها كانتهازي ضليع في الديماغوغيا، لاثبات انه في مواقفه اكثر يمينية وتطرفا وعداء للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة وللتسوية السياسية السلمية العادلة من رئيس حكومته ارئيل شارون.
فأمس الاحد شارك نتنياهو في الزفة الاعلامية التضليلية الى جانب قوى ارض اسرائيل الكبرى من قطعان اليمين المتطرف وسوائب المستوطنين وغيرهم من قوى الفاشية العنصرية. فقد جرى تسويق شائعة مغرضة مفادها ان جنرال الاستيطان، ارئيل شارون، يخطط بعد تنفيذ خطة الفصل مع قطاع غزة من طرف واحد الى مبادرة خطة فصل جديدة في الضفة الغربية! وتكفي مثل هذه الشائعة حتى ينطلق نتنياهو الى سوق السمسرة السياسية والمزايدة اليمينية. ففي حديث له امس لوسائل الاعلام حذر نتنياهو رئيسه شارون من مغبة طرح اية خطة فصل جديدة او الانسحاب من معبر فيلادلفي في اطار "اتفاق امني" مع النظام المصري!! وبرأينا ان من اخطر الظواهر التي ترافق مسار التطور والصراع داخل معسكر اليمين الاسرائيلي تبرز محاولة بلورة تجمّع سياسي فاشي يميني متطرف يؤطر داخله مختلف قوى اليمين المغامر والمتطرف من مركبات ارض اسرائيل الكبرى المعادية للتسوية السياسية ولاي انسحاب من أي شبر ارض فلسطينية محتلة. تجمّع يميني – فاشي لا نستبعد تنصيب نتنياهو على قمة هرمه لاغتصاب السلطة ديماغوغيا.
فاشاعة خطة فصل ثانية يجري ترويجها بعد مباحثات بوش – شارون الاستراتيجية، وقبل بدء تنفيذ خطة اعادة الانتشار الشارونية التي يقترب موعدها. فما تمخض عن هذه المحادثات هو التنكر للتسوية السياسية العادلة والاستعاضة عنها بخطة تنتقص من الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية وفي مقدمتها ضم كتل الاستيطان تحت السيادة السياسية – الاقليمية الاسرائيلية في أي تسوية للحل الدائم.
حتى هذا الانجاز الشاروني لا يرضي ايتام ارض اسرائيل الكبرى، خاصة وان بوش اضطر لفظيا الى التأكيد على وقف التوسع السرطاني الاستيطاني في المناطق الفلسطينية المحتلة. فالصراع يجري اليوم على ترسيم حدود الحل الدائم. فالرأي العام العالمي اليوم اصبح على قناعة اكثر من السابق باهمية انهاء الاحتلال الاسرائيلي واخماد انفاس بؤرة الصراع العربي الاسرائيلي –الفلسطيني وانصاف الشعب العربي الفلسطيني بحقه الوطني الشرعي بالحرية والاستقلال الوطني في اطار دولة سيادية. وقوى اليمين والاستيطان الاسرائيلية، في السلطة وخارجها، تلجأ الى مختلف الاحابيل والاستفزازات لافشال اية تسوية سياسية واستدراج الفلسطينيين الى مغامرة رد فعل تحمّلهم مسؤولية فشل مساعي التسوية، ولهذا فحكمة الموقف الفلسطيني السياسي المتمسك بثوابت حقوقه الوطنية هي المطلوب.

"الاتحاد"

الأثنين 18/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع