إضغطوا على حكومتكم!

رأينا ونرى دائما بعين الرضا، قيّمنا ونقيّم ايجابيا، أي تحول في الرأي العام الاسرائيلي، أي تحول في موقف أي وسط يهودي اسرائيلي، وعلى أي مستوى كان، يدفع باتجاه وقف نزيف دم الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني- العربي وانهاء الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي والاقرار بحق الشعب الفلسطيني الوطني والشرعي بالحرية والدولة والقدس في حدود السبعة والستين والعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
ومن هذا المنظور نرى بعين الرضا ومن الايجابية بمكان، اللقاء الذي تم امس الاول الاربعاء، في مدينة اريحا الفلسطينية بين خمسة عشر رئيس بلدية اسرائيلية وعدد مماثل من رؤساء البلديات والسلطات المحلية الفلسطينية، هذا اللقاء الذي نظمه رجل الاعمال الاسرائيلي، ايال ايرليخ.
لقد تمخض عن اللقاء دعوة الطرفين الى هدنة اسرائيلية- فلسطينية لمدة سنة بهدف وقف عمليات سفك الدماء والعنف. ورغم هذه الدعوة المشتركة والاجواء الودية التي سادت اللقاء في فندق "انتركونتننتال" الا انه برزت الفوارق في المواقف بين الطرفين خاصة فيما يتعلق بطابع وحدود السلام المنشود والثمن الذي على اسرائيل الاحتلال دفعه لارساء قواعد السلام العادل، الشامل والثابت الذي يضمن الامن والاستقلال لكلا الشعبين، الاسرائيلي والفلسطيني. فرئيس بلدية "سدروت"، ايلي مويال، الذي ترأس وفد رؤساء البلديات الاسرائيلية، قال في كلمته (جئنا لفتح قنوات الحديث بين الناس، نحن اخوة ولسنا اعداء، جئنا لنقترح هدنة لمدة سنة واحدة، لحربكم ضد الاحتلال. باسمي وباسم اصدقائي اعبر عن اسفي على المعاناة التي واجهها الفلسطينيون خلال طيلة سنوات الاحتلال. انا استطيع ان افهم ألم السكان تحت نير الاحتلال وفي ظل المعاناة الاقتصادية"؟! موقف  جيد عبر عنه رئيس بلدية سدروت، ولكنه غير كاف، فلاننا اخوة، وهذا ما يجب ان يكون ولسنا اعداء، فان حق الاخ على اخيه ان يعامله باحترام ، واحترام الاخ يعني اولا وقبل كل شيء، الاعتراف بحقه الشرعي في ازالة كابوس الاحتلال، بحقه في الحرية والسيادة الوطنية. واجب الاخ على اخيه ان يضغط يا حضرة رئيس البلدية، مويال وجميع من يريد السلام فعلا، على حكومته لمصافحة اليد الفلسطينية الممدودة للسلام العادل.
لقد صدق د. صائب عريقات في حديثه في اثناء اللقاء عندما وجه حديثه للضيوف من الطرف الآخر قائلا "نريدكم جيرانا لنا، كشركاء لا كمستوطنين وجنود او محتلين. وهذه ليست مشكلة الاشخاص ولن يكون سلام بدون ثمن". ومشكلة الكثيرين من دعاة السلام في اسرائيل انهم لم يصلوا بعد الى موقف ان انجاز السلام الحقيقي يتطلب دفع الثمن المطلوب، ان يكون مبنيا على مبادئ العدل والاعتراف بالحقوق الوطنية الشرعية للآخر. فبهذا وبهذا فقط يمكن انجاز التسوية السياسية العادلة والتوصل الى الحل الدائم الشامل والثابت.
الجمعة 15/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع