وقاحة إستعمارية منفلتة العقال!

وزير الخارجية الاسرائيلي، سلفان شالوم، ينافس وزير المالية، بنيامين نتنياهو، في ديماغوغيته، وينافس رئيس الحكومة، ارئيل شارون، بمواقفه اليمينية المتطرفة. وامس الثلاثاء، حل شالوم ضيفا على القيادة المصرية بهدف نقل لهم "بشائر" ما تمخض عن لقاء بوش- شارون في عزبة راعي البقر في تكساس. وفي لقائه مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، لم يكتف شالوم بطرح قضية حماية الامن الاسرائيلي من قبل قوات مصرية، في ممر فيلادلفي على الحدود بين رفح الفلسطينية ومصر، بل وبوقاحة استعمارية استعلائية منفلتة العقال طرح موضوع دفع عجلة تطبيع العلاقات بين اسرائيل وعشر دول عربية!! فهل يريد شالوم من النظام المصري ان يكون عرّاب عملية التطبيع الاسرائيلية - العربية وفي وقت لم يجر بعد التوصل الى حل عادل ينهي سرطان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة، حل عادل للقضية المحورية على ساحة الصراع الاسرائيلي- العربي، لقضية الحرية والاستقلال الوطني للشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين بالعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار 194. والانكى من ذلك ان شالوم عبر عن وقاحته الاستعمارية السافرة حول التطبيع بعد اقل من يوم واحد على المؤتمر الصحفي الذي عقده بوش وشارون في ختام محادثاتهما، والذي عبرا من خلاله عن معاداتهما للحل العادل للحقوق الفلسطينية المشروعة وعن تآمرهما الاستراتيجي للانتقاص من الثوابت الوطنية الشرعية غير القابلة للتصرف، الانتقاص من اراضي السيادة الفلسطينية في المناطق المحتلة (ضم كتل الاستيطان لاسرائيل) ومن حق السيادة الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، والتنكر لحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
كما جرى تنسيق استراتيجية التآمر العدواني ضد لبنان وسوريا وايران في الدهاليز المعتمة لمحادثاتهما (اقرأ عن هذا الموضوع صفحة 17).
وسؤالنا هو، هل كان من الحكمة السياسية بمكان ان يستقبل النظام المصري وزير خارجية حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية، وفي وقت سمع فيه الاطرش ورأى الاعمى ما ينسج خيوطه تحالف الشر والعدوان الاسرائيلي والامريكي من مخططات سوداء ضد الحقوق الشرعية الفلسطينية والعربية ومن انياب شرسة تشحذها لتهديد امن واستقرار ومصير تطور بلدان شعوب المنطقة، الا تشجع مثل هذه اللقاءات السياسية وعلى اعلى مستوى، ارباب العدوان الاسرائيلي- الامريكي على مواصلة نهجهم ومنهجهم البلطجي العدواني العربيد؟
الأربعاء 13/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع