كلمة الاتحاد
وشهد شاهد من أهله

حذرنا مرارا من مغبة المخاطر الجدية التي ينطوي عليها تنامي وتصاعد المد الفاشي العنصري واليميني المغالي في رجعيته وتطرفه. فاسرائيل الغارقة في مستنقع الاحتلال الاستيطاني غير محصنة من انياب الفاشية المفترسة. وقبل اقل من شهرين، وفي تعليق في هذه الزاوية من "الاتحاد" حذرنا من مغبة بروز ظاهرة هيمنة اصحاب "الطواقي المطرّزة" بين افراد الجيش الاحتلالي وقيادته من ضباط وجنرالات. وقصدنا هيمنة العسكريين من ذوي الهوية الفاشية العنصرية والدينية اليمينية الرجعية المتطرفة، من ايتام "ارض اسرائيل الكبرى"، من قطعان سوائب المستوطنين ومن خارج هذا الاطار. حذرنا مرارا من خطرهم الكبير على العملية السياسية وعلى الشعب الفلسطيني وعلى الدمقراطية داخل اسرائيل.
واليوم جاء ليشهد شاهد من اهله، ليحذر من هذه المخاطر الجدية. فالنائب البرلماني من حزب "العمل" الذي يحمل رتبة لواء احتياط وأشغل منصب رئيس "الموساد" سابقا، داني يتوم، حذر من امكانية حدوث انقلاب عسكري في اسرائيل خلال السنوات القليلة القادمة. وعلل تقييمه هذا بما اكدناه مرارا، ان غالبية القادة العسكريين سيكونون من ربع "الطواقي المطرّزة" من المتدينين وان "الجنود المتدينين يقعون تحت تأثير الحاخامات بشكل كبير وهم مستعدون للانصياع لهم قبل تلبية اوامر القادة العسكريين"! ويتوم يدعم تقييمه، دون ادنى شك، بدعوة وتحريض كبار الحاخاميين، من حاخامات المستوطنات الكولونيالية وغيرهم، للجنود ومطالبتهم بعصيان اوامر اخلاء المستوطنين عند تنفيذ خطة اعادة الانتشار الشارونية في قطاع غزة!
وما نود تأكيده ان تحذير عضو الكنيست يتوم في مكانه، ولكن لا بد من تقديم ملاحظتين للنائب المحترم ولاسياده في حزبه وفي الحكومة التي يخدمها. الملاحظة الاولى، بصفتك رجل مخابرات سابقا، كنت تتبوأ اعلى منصب مخابراتي وعسكري برتبة لواء كنت تدرك جيدا ترعرع جراثيم الفاشية في مستنقع الاحتلال والاستيطان وبعدم وتغطية من حزبك المتربع في حينه على عرش السلطة. كنت وحزبك تدركان الخلفية التي نشأ على سطحها عصابات "غوش ايمونيم" و"كهانا حاي" و"زوارتسينو" و"امناء الهيكل"، وغيرهم من قطعان المتطرفين والفاشيين الداشرة، والملاحظة الثانية، ان من يريد تحصين البلاد من خطر انقلاب عسكري فاشي وديني يميني متطرف عليه اولا وقبل كل شيء انهاء الاحتلال الاستيطاني للمناطق الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة ومصافحة يد السلام العادلة الممدودة فلسطينيا وعربيا. فانهاء الاحتلال الاستيطاني وانجاز السلام العادل يهشّمان انياب الفاشية وينسفان الخلفية التي تستند اليها، فهل انت وحزبك المشارك في حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية يا يتوم مستعدان لنسف هذه القاعدة الخلفية؟ بدون ذلك يكون مفعول تحذيرك مثل "القماط على البلاط". 
الثلاثاء 12/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع